في مثل هذا اليوم منذ ثماني سنوات، تحديداً في 2 ديسمبر 2017، خرج الزعيم الشهيد علي عبد الله صالح داعيا الى انتفاضة.. انفجر صوتها كالرعد في سماء اليمن، فحطّم حاجز الصمت الثقيل وأيقظ جمرة العزة التي كانت تخبو تحت الرماد.
لم يكن خطاباً عادياً، بل كان إعلان حرب شاملة على مشروع كهنوتي سلالي حاول أن يعيد اليمن إلى عصور الظلام، بعد أن تسلّل إلى قلب العاصمة بقواذف إيرانية وشعارات طائفية.
مع الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح وقف رفيقه الأمين عارف الزوكا، يشعلان معاً شرارة انتفاضة شعبية انطلقت من أحياء صنعاء لتُلهب كل شبر يمني يرفض الخضوع،، لم تكن تلك الأيام مجرد اشتباكات متفرقة في الشوارع، بل كانت معركة وجود وطنية للدفاع عن النظام الجمهوري، وحماية مكتسبات ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر، ورفضاً قاطعاً لعودة حكم الإمامة بثوبها الجديد.
اليوم، ونحن نحيي الذكرى الثامنة، يعود ديسمبر ليهمس في أذن كل يمني.. تلك اللحظة لم تمت، دماء الشهداء لا تزال تنبض في شرايين المقاومة، وصوت الزعيم الشهيد علي عبدالله صالحما زال يتردد في الميادين والجبال والوديان.
ثورة 2 ديسمبر لم تكن حدثاً عابراً، بل فاصل تاريخي حاسم بين جمهورية حرة كريمة ومشروع طائفي عنصري يريد أن يحكم الناس باسم «الحق الإلهي».
من صنعاء إلى مأرب، فالساحل الغربي، فتعز وحجة والبيضاء، تحولت تلك الشرارة إلى لهيب لا ينطفئ.
كل انتفاضة شهدتها الأرض اليمنية بعد 2017 هي في الحقيقة امتداد طبيعي لثورة 2 ديسمبر، صرخة قالت بوضوح: «لا للأمامة».
بعد ثماني سنوات، لم تعد انتفاضة 2 ديسمبر مجرد حدث عسكري أو سياسي، بل تحولت إلى مشروع وطني شامل يهدف إلى اجتثاث الفكر السلالي العنصري من جذوره، وإعادة بناء الإنسان اليمني والمناهج والمؤسسات على قاعدة الوطنية الجامعة.
انتفاضة 2 ديسمبر تعتبر إعلاناً صريحاً ببدء المواجهة الكبرى عسكرية، سياسية، وفكرية، ضد مشروع «الولي الفقيه» الذي يرتدي عباءة يمنية ويتكلم بلسان يمني مزيّف.
رغم التضحية واستشهاد الزعيم و قادتها الأوائل، تحوّلت دماؤهم إلى وقود دائم لنار المقاومة، وصارت رمزاً خالداً للتضحية من أجل الحرية والكرامة والوحدة.
في خطابه التاريخي ذلك اليوم، ترك لنا الزعيم الشهيد علي عبد الله صالح عشر وصايا صارت بمثابة الدستور الثوري لكل يمني حر:
1. دافعوا عن الحرية والجمهورية
2. لا تقبلوا الأوامر الحوثية
3. تمسكوا بالمؤسسة العسكرية
4. انتفضوا للثورة والوحدة
5. حافظوا على الأمن والاستقرار
6. اختاروا قيادة جديدة
7. استمروا في الصمود
8. التصافح والتسامح بين أبناء الشعب
9. السلطة ملك الشعب لا الميليشيا
10. لا ترضخوا للتعسف الحوثي
مواجهة الفكر الحوثي اليوم لا تكون فقط بالسلاح، بل بإصلاح الوعي الجمعي، وبناء خطاب وطني جامع، وبتوعية الأجيال بزيف الدعاية الإيرانية التي تحاول سرقة هويتنا.
ثورة 2 ديسمبر لم تكن ملكاً لحزب أو تيار، لكن المؤتمر الشعبي العام كان في قلبها وقيادتها.
وبعد ثماني سنوات، لا يزال المؤتمر يدفع الثمن الأغلى.. قادة استشهدوا، وكوادر تُلاحق، وبيوت تُحاصر، وأعضاء يُعتقلون.
محاصرة منزل رئيس المؤتمر الشعبي العام الشيخ صادق أمين أبو راس قبل أيام في 29 نوفمبر 2025، واستمرار احتجاز الأمين العام المساعد غازي أحمد علي الأحول منذ أغسطس الماضي، ليست أحداثاً منفصلة، بل حلقات في مسلسل استهداف ممنهج للحزب الذي لا يزال يرفض الرضوخ.
لكن هذا الثمن نفسه هو ما يضع المؤتمر في صدارة القوى الوطنية التي قدمت أكبر التضحيات.
ثماني سنوات مرت على اليوم الذي تكلمت فيه صنعاء بصوت الزعيم الصالح، فانكسر حاجز الصمت، وانطلقت ثورة الكرامة،، اليوم، يجدد ملايين اليمنيين العهد للجمهورية، ويؤكدون أن دماء الشهداء لن تذهب هدراً، وأن العاصمة صنعاء ستعود حرة كريمة، مهما طال الزمن.
وعلى درب الزعيم علي عبد الله صالح، والأمين عارف الزوكا، وكل شهداء ديسمبر..
سائرون،،،