الاكتئاب من الاضطرابات النفسية الشائعة على مستوى العالم، ولكن في تركيا يزداد اللجوء إلى مضادات الاكتئاب بوتيرة أعلى عن باقي دول العالم، حيث خلصت دراسة حديثة إلى أن عدد المواطنين الأتراك الذين يصفون أنفسهم بأنهم سعداء قد انخفض بشكل كبير في العامين الماضيين، بحسب صحيفة "أحوال" التركية.
وأظهرت دراسة قدمها مؤخرا حزب الحركة القومية اليميني المتطرف إلى البرلمان التركي، ونقلتها صحيفة Aydinlik التركية، أن استخدام مضادات الاكتئاب قد ارتفع بشكل كبير وغير مسبوق، بمقدار خمس مرات خلال السنوات العشر الماضية، حيث وصل عدد علب مضادات الاكتئاب المستخدمة إلى ما بين 60 و70 مليون علبة في عام 2019.
ولفتت صحيفة "أحوال" في تقرير نشرته اليوم الأربعاء على موقعها الإلكتروني، إلى أن ارتفاع نسبة البطالة في تركيا أحد أهم أسباب شكوى شعور الأتراك بالاكتئاب، لافتًا إلى أن البطالة زادت بشكل كبير بعد اندلاع أزمة العملة في البلاد في أغسطس 2018.
ووضعت البيانات الأخيرة معدل البطالة عند 13.8% في ديسمبر الماضي، مع انخفاض معدل البطالة بين الشباب إلى 26.1% في ذلك الشهر بعد أن كانت في أشدها في سبتمبر، حيث وصلت إلى 27.4%.
كما أشارت إلى أن ضغط الامتحانات لطلاب المرحلة الثانوية، من إحدى أسباب لجوء الطلاب إلى مضادات الأكتئاب، مضيفا أنهم عند تناولها لا يكونون على ثقة بأنها ستقوم بحل مشاكلهم أو تعمل على تحسين حالهم، ومع ذلك يستمرون في تناولها.
ونقلت الصحيفة عن أحد طلاب كلية الطب في تركيا قوله: "نحن جيل عاجز تمامًا، الناس بحاجة لسبب ما، شيء تسعى إليه، لكنني لا أعتقد أن أي شخص لديه حقًا هدف حقيقي".
وقال ديميت ييرال، الذي عمل لسنوات كعامل إداري في المستشفى، إن المرضى بحثوا عن مضادات الاكتئاب بشكل أكبر بكثير مما وصفه لهم الأطباء، مضيفًا أنه يعتقد أن الناس اعتادوا عليهم للحصول على راحة مؤقتة من مشاكلهم، قائلا "أعلم ما يوجد في الدواء الذي أتناوله، لكن معظم الأشخاص الذين يأتون لا يدركون ما بداخله، ولا يفكرون فيما إذا كان ذلك إدمانا أم لا، وأعتقد أن هذا هو السبب وراء الزيادة في استخدامه".
وتابع: "الناس يائسون، ولا يوجد اختلاف كبير بين مدمني المخدرات ومدمني مضادات الاكتئاب، فكلا منهم يعانون من أعراض انسحاب إذا قاموا بالتوقف عن استخدامهم".