عن السلام والحرب... عن السيادة والولاية... عن الاستقلال والاستغلال...
لا تصدقوا من يدعوا للسلام ويعمل للحرب، احذروا من يسعى لولاية الفرد باسم سيادة الوطن، تنبهوا لمن يريد ممارسة الاستغلال تحت شعار الاستقلال.
احذروا التلبيس...
أولاً: قولوا لكل من يطالبكم بالسلام: عليك السلام، ولك السلام، ونحن مع السلام.
ولكن، اذهب لمن يشن الحرب منذ ٢٠٠٤ على اليمنيين، وفي كل حرب يسوق العلل والحجج الواهية، تارة باسم الدفاع عن النفس، وأخرى باسم الدفاع عن الوطن، وثالثة باسم محاربة الفساد والإرهاب وداعش وأمريكا وإسرائيل والنواصب والجن والعفاريت.
ثانياً: يا خلق الله كل اليمنيين مع السلام إلا من يشترط في الإمام الحاكم أن "يخرج على الناس شاهراً سيفه"، إلا من يحصر الإمامة فيه، وإذا نازعه فيها أحد كفّره وشن عليه الحرب.
هل عرفتم في جميع الأديان ديناً أو مذهباً يقسم الناس إلى فئة فيها الإمامة والحكم، ولها السيف والسلطة والخمس، وأخرى هي الرعية والعامة، وعليها الطاعة والنصرة ودفع الأخماس والأعشار، وإلا فهي من النواصب والمرتزقة ؟!
وإذا كان هؤلاء يقاتلون دفاعاً عن الوطن، فما معنى شعارهم "اللهم إنا نتولى من أمرتنا بتوليه سيدي ومولاي عبدالملك بدرالدين الحوثي"؟!
هل يقاتلون من أجل "سيادة اليمن" أم من أجل "ولاية عبدالملك"؟
هل أصبح عبدالملك هو معيار الولاء والبراء، وكيف يستقيم ذلك مع دعاوى الدفاع عن السيادة؟!
هل يعادون ويوالون لأجل عبدالملك أم لأجل الوطن؟!
ثالثاً: انتبهوا: لا تجعلوا كهنة الدين يلبسون عليكم دينكم.
الأمور واضحة. إنهم لا يقاتلون دفاعاً عن اليمن. وقد كان يحيى حميد الدين يقول إنه يقاتل الأتراك لأجل استقلال اليمن، فلما رحل الترك استحوذ الكاهن على مقدرات البلاد، وحولها إلى "أرض يباب"، وعندما أدرك اليمنيون أن حربه لم تكن لأجل استقلال اليمن، ولكن من أجل استغلاله، عندما أدركوا ذلك كانت السجون قد فاضت بالأحرار، والمقاصل قد سالت بدماء علماء اليمن ومفكريه وأحراره.
إن الإمامة عادة ما تجيد توظيف العوامل الخارجية لتزعم أنها تسعى لاستقلال البلاد ضد "المحتل الأجنبي"، ثم لا تلبث أن تتحول إلى احتلال داخلي بغيض، بثوب كهنوتي بشع.
فرق كبير بين "الاستقلال" و"الاستغلال"، إنهم يرفعون شعار استقلال البلاد ويمارسون استغلالها بشكل لم يعرف اليمنيون له مثيلا.
ميزوا بين القاف والغين...
افيقوا يرحمكم الله