آراء

على هامش الذكرى..جريمة جمعة رجب ومسار نسف الدولة

وسام عبدالقوي

|
قبل 6 ساعة و 40 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

مهما توالى الزمن وتعاقبت الفترات والأحداث والمتغيرات، ستظل جريمة الاعتداء على جامع دار الرئاسة عالقة في الذهن، وعلامة مظلمة وناتئة لا يمكن تجاوزها في الذكريات، وذلك لأسباب كثيرة ومثيرة، منها ما يتعلق بحرمة التوقيت (جمعة رجب) وحرمة المكان (الجامع) وحرمة المستهدفين (قيادة نظام ودولة وفي مقدمتهم رئيس الدولة آنذاك الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح).

 ثم لأن تلك الجريمة كانت تمهيداَ لما صار فيما بعد للدولة من انهيار، كان يراد استعجاله بتلك الجريمة، التي تتنافى مع كل ما له صلة بالأعراف والدين والأخلاق.. كما لن تُنسى تلك الجريمة، لأنه لا يزال خالداً في ذاكرة الناس أن إرادة الله خالفت يومها إرادة من خطط لها ونفذها، وذلك بنجاة الزعيم علي عبدالله صالح الذي كان هدفاً أولاً ورئيسياً فيها..

ولعل أكثر وأبشع مما يحسب على هبات الربيع العربي حينها، سواء في اليمن أو في غيره، التحول أو فلنسمه الانتكاسة الكبرى في أخلاق من ركبوا قطار الهبة التدميرية للأنظمة والعقود الاجتماعية، إدعاء أو ظناً منهم أنه قطار نجاة مما كانت عليه بلدان المنطقة، وهو على كل حال كان وضعاً مقبولاً، ويمكن التعايش معه، مع قليل من الإصلاح، لو لزم الأمر من أجل الوصول إلى الأفضل..!! والأفضل دائما مرجو ولو وصل النظام الحاكم بالبلد والشعب ما وصل من مجد وإصلاح، ومهما وفر من سبل حياة ورفاهية، ستظل هناك دائما مطالب بالأفضل والأفضل.. وهكذا هي سنن الحياة.. ولكن ليس إلى حد أن يتم تدمير البلد وقتل وتشريد وتجويع الشعب من أجل ذلك..!!

لقد استطاعت الهبة، التي قادتها أجهزة استخبارات دولية في مقدمتها الأجهزة الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية، تحت رايات تلك الطموحات بالأفضلية، أن تجر بعض الشعوب عبر منظمات وأحزاب وتكوينات داخلية وخارجية، إلى مركز عاصفتها التدميري، لتحول البلدان المستهدفة إلى ما صارت عليه الآن من أشباه دول منهارة، تعاني من فوضاها الشعوب أشد ما عرفته من المعاناة، حتى غدت تلك الشعوب، ومنها الشعب اليمني تتمنى لو أنها نامت باكراً أو غُيبت دهراً، عما فعلته وأحدثته تلك الهبة التدميرية التي استهدفت الشعوب عبر استهداف أنظمتها.. بل وأصبح الكثيرون اليوم يتمنون لو يعود ولو جزء يسير مما كانت عليه أحوال الدولة والبلد والشعب قبل أن يهب هذا الطوفان التدميري الباغي..!!

بنجاة الرئيس الصالح رحمة الله تغشاه، من ذلك الاستهداف المتآمر، كمنت إرادة الله، لئلا ينهار البلد وأهله، ولكن كان هناك إرادات أخرى لا تريد لقطار الدمار أن يتوقف عند نجاة الزعيم، ومن نجوا معه من تلك الجريمة، فقد ظل المجرمون متمسكين بمضي قطار الدمار قدماً، ولو ذلك على حساب عموم أبناء الشعب، وعلى حساب الاستقرار وأمن والبلاد وأهلها.. بل وأن من أولئك من ركب الشيطان رأسه، ولا يزال حتى اللحظة يدَّعي مكابرة وعناداً، أن كل ما حصل، مهما كانت نتائجه وخيمة وبائسة، كان عملاً ثورياً طبيعياً ومشروعاً.. حتى بعد كشف المخططات الكبرى لتقويض أنظمة المنطقة، وإثارة الفوضى فيها وحرمان الشعوب من حقوقها في الحياة الطبيعية والأمن والاستقرار، كما تنعم به شعوب ودول تلك الأنظمة المتكبرة التي أشعلت ولا تزال تشعل الفوضي وترسي ثقاقة الدمار في منطقتنا وبلداننا..!!

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية