عندما نتحدث أن الحوثيين لا عهد لهم ولا ذمة، فنحنُ لا نتحدث من فراغ.
بالامس تمكنت القوات المشتركه في الساحل الغربي من إفشال هجوم حوثي كان يستهدف قريه منظر جنوب غربي مطار الحديدة.
الهجوم الحوثي جرى الإعداد له بعناية، ليتم تنفيذه عبر مسارين "بري وبحري" للسيطرة على قرية منظر، والتحصن بالقرية، وهو ما سيمكن العدو -حال تمكن من ذلك- من فصل القوات المتقدمة من القوات المشتركة في أحياء جنوبي الحديدة وعزلها عن باقي القوات المنتشرة في المناطق المحررة في الساحل الغربي وكذلك شرقي المدينة.
يقظة الأبطال وجهوزيتهم أفشلت العملية بالرغم أنه تم الإعداد لها بشكل دقيق ومنظم، وهذا ما ظهر في اعترافات عنصر الاستطلاع الحوثي خلال التحقيقات، وهو العنصر نفسه الذي كان قد أعطى إشارته عبر الليزر للبدء بتنفيذ الهجوم.
أتمنى أن تستمر القوات المشتركة وكل قوات المقاومة الوطنية والجيش الوطني بهذه اليقظة التي أظهرها الأبطال في الساحل، وبنفس الحس الأمني الذي يتحلون به، مع انه كان بامكان العنصر التحايل بانه يمارس السباحة في الساحل بمفرده حيث لم يكن مسلحاً، ولم يكن لديه ما يدل انه جاء للاستطلاع الا بعد القبض عليه والتحقيق معه وارغامه على الاعتراف.
وأنت في الجبهة، لا بد لك ان تشكك بكل حركة، ولا بد أن يكون الحس الأمني حاضرا معك على الدوام، للتعامل مع كل التحركات المشبوهة من حولك، لحماية وتحصين نفسك وزملائك وقطاعك من أي اختراق.
الشاهد هنا أن الحوثي لا يأبه للاتفاقات ولا للمواثيق ولا بالالتزامات، ولا يتعامل معها بجدية، ومهما كانت درجة وأهمية تلك الاتفاقات وطبيعة المشرفين عليها، ومهما كانوا المراقبين على تنفيذها، إلا أن الحوثي يتعامل مع كل ذلك، ومع الجميع كـ"صعلوك" و"متمرد"، وهو ما يجعل الأمم المتحدة والجهات الدولية مُلزمة بإعادة النظر في المبادرات التي تقدمها للطرف الحوثي، وبما يجعلها معززة بالضمانات اللازمة لتنفيذها، ولضمان استمرارها واستدامتها، ما لم فإن الحوثي جاهز لإحراق أي اتفاق وذرّ رماده مع الريح.