اقرأوا التاريخ، وستجدون أنه لا يوجد ضابط برتبة عقيد أو عميد أو لواء بين ثوار ثورة 26 سبتمبر المجيدة.
الضباط الأحدث "ملازم-نقيب-رائد" هم الدينامو المحرك لأي جيش، او هكذا ينبغي ان يكونوا.
لا تستهينوا بأفكار هؤلاء، ومستوى وعيهم، وأجيج غليانهم، فهم في هذه المرحلة في قمة عطائهم، وفي عنفوان شبابهم، وفي ذروة طاقاتهم، وكل منهم يريد إنجاز شيء ملموس على الارض ليظهر من خلاله للشعب، وليتربع اسمه اعلى قائمة القادة، ولهذا ستجده يسعى بكل جُهد لتقديم الأفضل.
مجموعة من هؤلاء الضباط برتب ملازم اول، استدعوا السلال الى الكلية الحربية وقابلوه في احدى قاعاتها، قبل الثورة بيوم واحد، وابلغوه انهم سيكونون فجر اليوم التالي عنده في دار البشائر، فاجابهم واليأس يبدو على وجهه قائلاً "خير يا عيالي، متى ما وصلتوا الى البشائر سلمنا القصر لكم" لكن ملامح وجه السلال يظهر عليها ما يخفيه ولسان حاله:
"الله يخارجنا من تواليها، احنا وهؤلاء الضباط "الزقعين".
لم يدرك -السلال- أهمية هؤلاء الضباط الشباب الا صبيحة الـ26 من سبتمبر، عندما فوجئ باول قذيفة من قذائفهم تدك عرش الإمامة، موجهة على واجهة قصر البشائر، ولم يكن أمام السلال الا الوفاء بوعده الذي قطعه للضباط الابطال في الكلية الحربية.
بهؤلاء تم النصر، وتم إسقاط الإمامة، وإنهاء حقبه من أسوأ الحقب التي طحنت شعبنا تحت حكم الأئمه وجبروتهم.
بهؤلاء الضباط الشباب أو "الزقعين" وفق تسمية السلال، انبلج فجر الجمهورية وخرج شعبنا من دياجين الإمامة ليشق دربه لِحاقاً بالشعوب المجاورة التي كانت قد قطعت أشواطاً لا بأس بها.
يمكننا اليوم المراهنة على القيادات العسكرية المتأججة "وعياً وتشبعاً وطاقة"، ليستلموا الراية من قُدامى الضباط الذين لا نُقلل من خبراتهم، ولكن هذا ما تقوله سنن وقوانين العسكرية.
ولو لم يكن كذلك، لما تم إقرار إحالة الضباط للتقاعد عند العمر المحدد، او بعد انتهاء سنوات الخدمة المحددة قانوناً.