هذه الكلمات لك أنتَ، كائناً مَن كنتَ، وفي أي بلد كنت، طالما أنت يمني.
معركتنا الحالية في اليمن ضد الباهوت السلالي العنصري المدجج بالنار والخرافة، هي معركة فاصلة، مَن يبخل فيها بشيء لا يظفر منها بشيء، ومن يبذل فيها كل شيء يكسب كل شيء.
معركةٌ مَن يستبقي فيها خلافَه مع أخيه يأتيه القضاء التأديبي سريعاً من عدوه. ومن استغنى فيها عن رفيقه أحوجه الله إليه.
معركةٌ من يبثّ فيها السكينة يحصد النصر، ومن يتعشى فيها بالمخاوف يبوء بالذعر.
معركةٌ محسومة النتائج لصالح هذا الشعب، وكل ما علينا فعله هو تقليص المسافة المتبقية، فلا يفوتنّك شرف الإسهام الذي سيكون وساماً على صدرك يتوارثه أبناؤك أبد الدهر.
معركة، فيها الأرواح على المحك، وكل روحٍ فيها هي روحك أنت، فكن دائما كأنك في وسط الميدان بين الرصاص حتى لو كنت تسكن في أقاصي المعمورة.
معركةٌ هي (فرض عين)، لا تسقط عن مجموعة إن قام بها آخرون، والكل مطالب فيها بما يستطيع أينما كان.
أيها الجندي المعلوم والقائد المجهول:
ثق بالنصر وابذل أسبابَه.. واعلم أنّ كلّ كلمةٍ رصاصة، وكلّ مجالٍ خندق، وكلّ موهبةٍ بندقية.
عليك بالقلق المثمر وليس الإحباط المقعِد، لا تتأخر ولا تتهور، حافظ على روحك ورفاقك، لا تيأس من أخيك المغرر به ولا تحتقر شجاعته، لا تبحث عن معاذير النكوص ولا تلتمس مبررات التنصل.. فهذه ليست من سمات الفرسان.
لا تلتفت للمتذبذبين.. فقط قم بما عليك، وابذل ما في بوسعك، ستجد الجميع تلقائياً في محاذاتك.
للنصر شروط، وللظفَر أسباب، فاصنع أنت المعجزة ولا تنتظرها.. أنت مَعقِد النصر ومحور الخلاص.. مستقبل اليمن متوقف عليك أنت.
بلادك في واقع الأمر: أنت
إذا أنت معشوشبٌ
سوف تنجو بلادٌ
ويصفو وطن.
وعندما يعتبر كلُّ يمنيٍّ ويمنية، أنَّ المعركةَ معركتُهُ هو شخصياً، وأنّ أيةَ هزيمةٍ هي هزيمةٌ له هو شخصياً، وأنّ النصر هو نصر الجميع، عندئذٍ سيتغير مجرى المعركة وتحترق المسافات باتجاه النصر المحتوم بإذن الله.
هذا الشعور المحوري له مفاعيله السحرية التي تتحول إلى أداءات ملموسة.. وما يسري على الفرد يسري على الجماعة والحزب والقبيلة والمنطقة والفئة. ومن كل هؤلاء يتشكل سيلُ الله الذي لا قدرة للعدو على صدّه أو بعثرة مجراه.