بعد الفوز الكبير الذي حققه منتخبنا للناشئين ونيله لقب بطولة غرب آسيا للمرة الأولى وإسعاده الجماهير اليمنية في الداخل والخارج بتلك الصورة غير المسبوقة، فذلك يعني أنه أمام مسؤولية كبيرة على المديين القريب والبعيد، فما هو المطلوب من المنتخب والجهات المختصة كاتحاد كرة القدم ووزارة الشباب والرياضة والبيوت التجارية، لتحقيق المزيد من الإنجازات والبطولات ؟؟
نبدأ من المنتخب الذي يتحمل اللاعبون ومدربهم وطاقمهم الفني والإداري مسؤولية كبيرة في التوجه نحو مستقبل مشرق، يبدأ من الطموح الحقيقي الذي لا توقفه حدود، مروراً بالاستمرار في حصص التدريب والتأهيل والإعداد المعنوي والتنقيب عن لاعبين جدد لضمهم للفريق وإقامة معسكرات خارجية وداخلية دون انقطاع، والاستفادة من خبرات وتجارب الآخرين، والاستعداد الكامل لبطولة كأس آسيا وكذلك لبطولة كأس العالم لتحقيق نتائج إيجابية تسعد الجماهير وتشرف الكرة اليمنية.
أما اتحاد كرة القدم والحكومة ممثلة بوزارة الشباب ورجال المال والأعمال فواجبهم ومهمتهم أكبر من ذلك بكثير، فمسؤوليتهم تقتضي إنشاء صندوق خاص بالرياضة وتعيين رجال أمناء أكفاء صادقين عليه، مهمته الرعاية الكاملة باللاعبين وأسرهم وتوفير المناخ الكامل لهم دراسياً ومادياً وتدريبياً وتأهيلياً، وتحفيزهم على تقديم المزيد والمزيد من الجهد والمثابرة، فبعد ثلاث سنوات سيكون هؤلاء الأبطال هم منتخب الشباب وبعدها بسنتين المنتخب الوطني، ما يعني ضرورة الاستمرار في التدريب والتأهيل دون انقطاع وإعادة الدوري العام لكرة القدم، وإقامة مباريات ودية مع فرق مميزة لاحتكاك اللاعبين اليمنيين بنظرائهم من المنتخبات الأخرى، وكذلك إقامة معسكرات داخلية وخارجية، وأنا على ثقة بأنه في حال توالت الانتصارات فإن الجميع سيُعطون بلا حدود وسيضع الآخرون للمنتخب اليمني ألف حساب، في ظل هذا الزخم العالمي للرياضة التي تحولت إلى صناعة ومورد جيد للكثير من الدول والأندية الكبرى، وأن لا يتوقف ذلك عند كرة القدم بل يكون الاهتمام بالرياضة بشكل عام ولدينا العديد من المواهب والنجوم في مختلف الألعاب الذين لا ينقصهم سوى الاهتمام من الجهات ذات العلاقة، ولا يعيقهم سوى الظروف الصعبة.
اليمن منجم للإبداع في جميع المجالات العلمية والأدبية والفنية، وما المجال الرياضي إلاّ واحد منها، وها هو الشعب اليمني يجني ثمار الاختيار الصحيح في كرة القدم، وعقبى المجالات الأخرى، فبالكفاءة فقط تُبنى الأوطان.
نرجو أن لا يظل هذا مجرد أمنيات على الورق، وألّا تنتهي الأفراح عند مهمة المنتخب بالفوز بكأس غرب آسيا، فالشعب اليمني يستحق أن يفرح أكثر وأكثر بالمزيد من الإنجازات الكروية وغيرها، بعد هذه السنوات العشر العجاف وأن يُغلّب الجميع مصلحة الوطن بعيداً عن المشاريع الضيقة التي أثبتت فشلها، فليس هناك من خيار سوى الاحتكام للشعب في اختيار نوابه وحكامه وإفساح الطريق للكوادر المؤهلة والمدربة لبناء اليمن وإعادة إعمار ما دمرته الحرب.