"الهدنة" بنظر شرعيتنا المتمثلة بالمجلس الرئاسي، عبارة عن فترة للترهل، ولمنح المليشيات فرصة للمراهنة على عامل الوقت في هذا التوقيت الهام، والذي يعد الحوثيون قواتهم فيه، انتظاراً لاقتناص التوقيت المناسب الذي قد يجدونه متاحا أمامهم لتنفيذ أهدافهم عند أي منعطف سياسي محلي أو أقليمي أو دولي.
يوجه الحوثيون حرباً نفسية وإعلامية واستخباراتية شعواء تستهدف التماسك الهش والحذر للقوى التي تشكلت منها قيادات مجلس القيادة الرئاسي، بينما هذه القيادات تبدو مكتفية ومطمئنة للإجماع الدولي والإقليمي الرافض لاستمرار الحرب في اليمن، متناسية رمال السياسة المتحركة، والمواقف الدولية المتذبذبة والتي قد تتحول مواقف بعض أطرافه بين عشية وضحاها إلى دعم خيار أولوية تفجير الوضع في اليمن لضرورة تتطلبها مصلحة أي طرف دولي أو إقليمي.
يؤسفني أن أتحدث اليوم وبعد حوالي شهر من تشكيل المجلس الرئاسي، بأن زمام مبادرة الحرب ما زال بيد الحوثي، وهذا في الوقت الذي نعتقد فيه بأننا كقوى ومكونات سياسية وعسكرية قد أصبحنا تحت مظلة واحدة، هي مظلة "مجلس القيادة الرئاسي".
كنا نتوقع أن يتجه المجلس ومنذ أيامه الأولى للمضي بجهود مزدوجة ومتوازية للاهتمام بترتيب أوضاع الجبهات، مقابل الاهتمام بالتخطيط لانتشال الوضع الاقتصادي والمعيشي.
تحتاج الجبهات الآن وأكثر من أي وقت مضى لإعادة النظر في إمكانياتها، وهياكلها القيادية، ومراجعة طبيعة انتشارها الميداني في خطوط المواجهات الأمامية، وربطها عملياتياً بمركز قيادة يليه مراكز عمليات وسيطرة موحدة تضمن سلاسة تمرير القرارات والأوامر والتوجيهات العسكرية من القيادة العليا إلى أدنى جماعة عسكرية في أي جبهة، وهذه الخطوات مهمة وضرورية في هذا التوقيت.
على المجلس الرئاسي أن يؤمن وضعه العسكري بسد جوانب الخلل، وأن لا ينتظر الوقت الذي يشعر فيه بألم الصفعة على وجهه، حتى يتحرك لردها .