أعتقد أنه بعد 12 عاماً على اندلاع الأزمة السياسية التي عصفت باليمن عام 2011، أصبح من الضروري تقييم النتائج التي أسفرت عن تلك الأزمة والوقوف أمامها بمسؤولية.
أعتقد أن الواقع اليوم يتحدث عن نفسه، وليس عيباً الاعتذار عن الخطأ، ولكن العيب الاستمرار في الخطأ إلى ما لا نهاية.
ألم يكن الخروج على ولي الأمر خطأ كبيراً، لأن الله سبحانه وتعالى أمرنا في كتابه الكريم بقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا)، سورة النساء الآية (59).
ألم يكن رفض الاحتكام لكتاب الله والاحتكام للشارع خطأ كبيراً؟ حيث تم الرد على الدعوة لتحكيم كتاب الله بترديد (لا حكم ولا احتكام.. الشارع هو الحكم)، وقذف شاشات العرض في الساحات بالأحذية أثناء عرض كلمة الرئيس صالح وهو يحمل المصحف بيده قائلاً: (هذا كتاب الله تعالوا لنحتكم إليه). والله سبحانه وتعالى أمرنا في كتابه الكريم بقوله: (فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين)، وقوله تعالى:(وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)، سورة الأنفال الآية (1) والآية (46).
ألم يكن رفض كل المبادرات السلمية خطأ كبيراً، ومنها دعوة الرئيس صالح بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة لا يترشح فيها هو ولا أحد من أبنائه أو أقاربه؟
ألم يكن الإصرار على التدخل الإقليمي والدولي لحل الأزمة السياسية خطأ كبيراً، حيث تم وضع البلاد تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة (أي تحت الوصاية الدولية)؟
لقد تم في العام 2013 الاعتذار عن حرب صيف 1994 للحفاظ على وحدة الوطن اليمني أرضاً وإنساناً، ووصف البيان الذي تلاه رئيس حكومة ما بعد 2011 محمد سالم باسندوة ذلك بأن ذلك (خطأ تاريخي لا يمكن تكراره).
كما تضمن بيان باسندوة اعتذاراً للحوثيين على الحروب التي شنت ضدهم بسبب خروجهم المسلح ضد الدولة، ووصفت الحروب الست بأنها حروب عبثية وأن الحوثيين أصحاب مظلمة وقد ظلمهم النظام السابق.
أعتقد أنه يجب على أصحاب 11فبراير أن يصدروا بيانا يعتذرون فيه للشعب اليمني بدلاً من الاحتفال بهذا اليوم الذي لم ير بعده اليمن واليمنيون الخير. فالواقع الذي يعيشه الوطن والمواطن يتحدث عن نفسه ولا داعي للمكارحة.
وأخيراً، على جميع أبناء الشعب اليمني، وفي مقدمتهم الأطراف المتصارعة على السلطة، أن يعودوا إلى الله ويمتثلوا لما أمر في كتابه الكريم بقوله: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) صدق الله العظيم، سورة آل عمران الآية (103).