نهار اليوم مع أحد الأصدقاء، أوقفنا سيارتنا في ميدان السبعين بصنعاء، وجلسنا فيها لنتحدث ببعض المواضيع.
وخلال أقل من ساعة فقط جاء إلينا أكثر من خمس عشرة امرأة يطلبن المساعدة ويشرحن أوضاعهن المادية الصعبة.
فتيات بعمر الزهور، عجائز كبيرات، أمهات ونساء مع أطفال صغار، بائعات متجولات، وغيرهن، بحالة من الإرهاق والتعب والفقر الشديد.
يمنيات أصيلات خرجن من بيوتهن للبحث عن الصدقات بعد أن عجز رجالهن.
لم تكن تمر لحظات حتى تغادر إحداهن وتأتي أخرى، بعضهن يحملن في أيديهن بعض المستلزمات لعرضها للبيع، يبررن وقوفهن المتكرر في الشوارع الرئيسية، وأخريات يحملن أوراق العلاجات، وفتيات بعمر العشرين يطلبن الصدقة بنوع من الخجل والحياء وعدم التعود، في منظر يقتل القلب ويدمي العقول.
ربنا يعين هذا الشعب المدفون بين الأنقاض، بعد أن زلزلته الأوضاع وأجوعته وقتلته ألف مرة ومرة بين ركامها وبقايا فتاتها.