كغيره وأبشع من غيره يتعرض مستشفى الثورة الحكومي بصنعاء لطوفان تدمير يبعث الحزن والأسف والغضب معاً مما تنتهجه مليشيا الحوثي من تدمير واستغلال يتبين من يوم لآخر أنهما متعمدان ومقصودان بلا أدنى شك..!! كيف لا ومن يديره هو ذاته من يدير مؤسسات الدولة المختطفة من قبل عصابة دموية نهابة تدرك قبل غيرها أن بقاء سلطتها مؤقت وقابل للزوال في أية لحظة، لذا فلا بد من تحقيق هدفيها المزدوجين: تدمير منجزات الوطن، والجباية منها قدر الإمكان في أوجز وأقصر وقت ممكن..؟!
قبل أيام زرت المستشفى وليتني لم أفعل.. ورغم كثرة البشر والمرضى الذين يقصدونه اعتماداً على سمعته المتميزة قبل احتلال العصابة صنعاء واختطاف مؤسساتها، إلا أن ذلك الصرح الطبي الرائد للأسف والألم والحسرة قد تحول من مثال للمنشآت الصحية في اليمن إلى هيكل إسمنتي حافل بالفوضى و(القذارات) المختلفة و(الحشرات) المتنوعة وأيضاً بإدارات ونوافذ تحصيل مجحفة ومحرمة لا تتوقف عن جباية الأموال التي يتساءل الكثيرون أين تذهب والمستشفى في ذلك الحال المزري والمؤسف..؟!
نعم وبدلاً من وجوب توفر أكبر قدر من النظافة والرعاية للمبنى والأجهزة والكوادر والمرضى نظراً لكونه من أكبر وأشهر المرافق الصحية وأيضا نظراً لما أصبح يحصله في عهد العصابة الحوثية من إيرادات تتجاوز نسبتها 500% إلى ما كانت عليه، إلا أن ما يحدث مخالف لذلك تماماً، حد طرد أكثر من 90% من الكوادر الممتازة واستبدالها بعاهات وحد أنك تسير في مختلف أقسام المستشفى وحتى غرف رقوده فترى الحشرات وتحديداً (الصراصير) تتخاطر يميناً ويساراً كأفكار من يضعون ويستحدثون في نظامه كل يوم مصدراً أو سبباً لزيادة الجباية وإثقال كواهل المواطنين..!!
كل تلك الأموال تجبى وتتصاعد سقوفها من يوم لاخر وربما من ساعة لأخرى، وفي المقابل خدماته ونسب الرعاية والنظافة والإدارة فيه تتدهور وتتراجع كلما ارتفع حجم الإيراد، حتى أن إدارة المستشفى تخلت عن الخدمات المنظمة وألغت عقود المستشفى مع شركات النظافة وإدارة المطابخ المتخصصة واستجلبت موظفين في تلك الخدمات من عشوائيي الشوارع وبأجور زهيدة جداً وفيها أيضا تقتير وتأخير تجعل العاملين لا يؤدون الأداء الأمثل والمفترض، بل إضافة لعدم الخبرة المنظمة والمتخصصة يؤدون بطريقة انتقامية لا تختلف كثيراً بل تكاد تتطابق تماما مع طريقة الحوثيين المحتلين في إدارة مؤسسات الدولة المختطفة..!!!
عموماً ما أردته هنا فقط الإشارة أما الحديث المفصل فيحتاج الكثير والكثير من الكلام والكتابة بل والبكاء حد الانتحاب، والتأكيد على أن هذا الصرح ومثله في العاصمة صنعاء الجمهوري والسبعين ومراكز السرطان والكلى والقلب وغير ذلك من صروح الخدمة والرعاية الصحية الحكومية التي كانت مضرب مثل، صارت آيلة للسقوط والخروج عن خدمة المواطنين في ظل استمرار تعامل العصابة الحوثية معها بهذه الانتقامية المدمرة واعتبارها مصادر دخل وجباية لا أكثر.