مهاد..
بلد يعتليه الغزاة الضيوف
مرة من بلاد الأعاجم
أو من بلاد التراجم
أو طبرستان
أو قم طهران
أو مرة من فيافي الهفوف.
كم بكى الشعراء من القلب
كم كتب الكاتبون
وكم سطر الشهداء بحبر الوريد
وكم بترت عنق الشعب تلك السيوف.
عبدالحكيم الفقيه
المبتدأ..
الحرب والإرهاب أقسى موجات الظلم وحين يحلان بوطن يتم اقتلاع حتى الأماكن من الجغرافيا، ويصبغ كل شيء بلون جديد لا يشبهنا وليس منا حتى الإجرام يكون مختلفا ولا متخيلا في دركاته.
دوافع مليشيات الحوثي هي نفسها دوافع تنظيم "القاعدة" في ممارسة القتل، من أجل القتل، لديهم غريزية للدم، والفيد والجباية.
تواصل المليشيات حربا كداحس والغبراء التي تسبب فيها حصان وفرس وترتكب الجريمة تلو الأخرى، بينما تطرق الشرعية أبواب الأمم المغلقة إلا على مصالحها، وتؤذن في بروكسل ولا أحد يستمع لها..!
الخبر..
لقد أخذت الحرب منا الكثير وأكثر ما أخذت الإنسانية وخلقت أفرادا وجماعات قادرين أن يأتوا بما لم تستطعه الأوائل والأواخر.
لقد غيرت الحرب كل شيء في نفوسنا واقتحمت أخلاقنا، جعلتها هشيما وحطاما، الحرب أقسى ما أرادته اليد العليا، لكنها وضعته كخيار ليس ملزما.
الأبرياء والأنقياء الذين هم وقود الحروب دوما.
هل أصبح لزاما علينا أن نواجه موجات أقدارنا العبثية باستسلام؟
الحرب تقتل ما تبقى لنا من أنفاس على حياة تغتصبنا اغتصابا من أجل البقاء بين ظهرها الذي يسرق كل يوم بسمة ويصرع كل ليلة ابتسامة، يتساقطون كعناقيد العنب وينثرون في المقابر كحبات البُن قبل استواء، نبكيهم كل يوم، تبتلعنا الأحزان وتكوينا الفجيعة.
الجملة..
نكتب كل يوم سطرا في أسفار الأحزان اليمنية الكثيرة ونتابع جماعات الإرهاب التي تصنع ما لم تستطع فعله حيوانات الغابات وعصابات الموت منذ جماعة الحشاشين في التاريخ القديم إلى عصابات الهجانا في العصر الحديث، وليس بأيدينا أن ندفع هذا القدر المشؤوم غير المرواحة على ألحان الموت والمراثي في صفحاتنا وكتاباتنا ونتبادل التعازي والدموع.
وحده الوجع يحفر في أعماقنا عميقا، ويضع آثارا لا تمحى بالأيام ولا تتدارك بالسنين.
ويبقى السؤال:
كم من سنوات نحتاج كي نعود إلى حضن الحياة ونغادر مسارح الموت، ونرمم ذواتنا من جديد.
ويتوقف هذا الثناء على الشهداء وتدبيج جميل الكلام في الأشلاء والمعاقين والذي أصبح سلوكا يمنيا يوميا مع قهوة كل صباح؟
كم نحتاج من وقت كي نعود إلى معادلة وازنة تعيد إلينا إنسانيتنا التي هي أول ضحايا الإرهاب والحرب؟
يكمن الجواب اختصارا لما سبق من سؤال أننا في هذه اللحظة من تاريخ بلادنا نحتاج ساسة عمليين وشخصيات فدائية مستعدة لدفع الضريبة وحصاد الثمرة معا، للتضحية والإنجاز، المغامرة والحذر في اللحظة ذاتها.. حتى لو كانت التكلفة دفع حياتهم معا بهدف استعادة مصير شعب وتعافي حياة بلاد بكاملها.
على سبيل الختم..
واجب اللحظة لمواجهة ما صرنا إليه:
أولا.. الإعلام:
ويجب أن تنصرف مع جميع أدوات الوعي في تحويل المأساة التي ترسخها المليشيات إلى رافعة وجدانية تحشد الناس باتجاه الهدف الأهم، وهو استعادة الدولة.
ثانيا.. القيادة:
يجب سرعة إعادة لحمة الجيش ومقارعة المليشيات بصورة أفضل مما كانت وغير ذلك سراب طويل.
وإذا لم تتم النقطتان السابقتان فإن حظنا العاثر سيبقينا في التجوال اليومي بين صنوف الجرائم وأسفار الأحزان اليومية للحرب، والتنقيب اليومي في هكذا أحداث التي لا خروج منها إلا بعمل ما..
وعدم الاكتفاء بالفرجة أو انتظار دعم الأمم أو الأذان في بروكسل.