في الوقت الذي يشكو التجار وأصحاب رؤوس الأموال من تدهور وانهيار أنشطتهم التجارية وتعرضهم للإفلاس في صنعاء ومناطق سيطرة الميليشيا الحوثية، دشن الحوثيون موسما جديدا من النهب والابتزاز تحت مسمى الزكاة التي تحولت من فريضة وركن من أركان الإسلام إلى جزية على تلزم الميليشيا اليمنيين تسليمها للحوثي.
ما إن دخل شهر شعبان لهذا العام حتى شنت الميليشيا الحوثية حملة ضد التجار الذين فوجئوا بزبانية الجماعة يقفون على أبواب محالهم التجارية ومطالبتهم بدفع الزكاة التي تقوم الميليشيا بتقديرها وتتعامل مع المكلفين عند استيفاءها وكأنها جزية وليست زكاة تستوفى عند اكتمال النصاب ويعود تقديرها لأمانة المزكي
أسلوبٌ ليس بجديد ابتدعته الميليشيا الحوثية في ابتزاز ونهب التجار في المناطق الخاضعة لها وإجبارهم على دفع الإتاوات والقبول بتقديراتها للزكاة ومنع الاعتراض عليها أو مراجعتها واستيفاءها بقوة السلاح لتحول بذلك الزكات من فريضة واجبة تمثل الركن الثالث من أركان الإسلام إلى حق من حقوق جماعة الحوثي التي يجب على اليمنيين تسليمه وفقا لما تراه وتقرره جماعة الموت هذه وليس وفقا للأحكام المتعلقة بفريضة الزكاة والشريعة الاسلامية السمحاء
حملة الابتزاز والنهب التي بدأت الميليشيا تنفيذها بعد أيام على تدشين هيئة الزكاة الحوثية ما اسمته "برامج الغارمين" والتي حرصت من خلال ما صاحبها من حملات إعلامية على إيهام المواطنين بأن الأموال التي تقوم بتحصيلها باسم الزكاة يتم انفاقها على مستحقيها من خلال برامجها الوهمية والتي قوبلت بالسخرية واعتبر اقتصاديون ان جماعة الحوثي تسعى من ورائها لشرعنة عملياتها في ابتزاز المواطنين والتغطية على حقيقة استغلال الأموال لتمويل حروبها ومعاركها واحتفالاتها الطائفية
الحملة أثارت مخاوف التجار في صنعاء الذين اعتبروا بدء حملة الابتزاز منذ أول يوم في شهر شعبان مؤشرا خطيرا لما تحيكه المليشيا ضدهم وما سيتعرضون له خلال شهري شعبان ورمضان، متوقعين أن تتحول الأسواق إلى ميادين لمعارك ومواجهات مع ميليشيا الحوثي التي سبق لها وأن نفذت حملات في شهر رمضان الماضي ضد الشركات والبنوك والمحال التجارية وتم خلالها اغلاق العديد من المحلات والمراكز التجارية التي رفض أصحابها دفع الجبايات