تستمر معاناة اليمنيين في السودان. محنتهم هي امتداد لمحنة اليمانيين بشكل عام، أي مصيبة هذه التي أصابت اليمنيين، عندما فقد من يتولى حكمهم ويدير شؤونهم الشعور بالمسؤولية وغاب عنه الإحساس بمعاناة الناس؟!
طابور طويل من المسؤولين اليمنيين في السلطة الشرعية يحملون مسميات وألقابا عديدة، تنالهم خيرات وامتيازات السلطة ، ألا تؤثر فيهم معاناة اليمنيين العالقين في السودان؟! ألا تحرك فيهم المشاعر الإنسانية، فضلا عن القيام بواجباتهم نحو إخوتهم اليمنيين بحكم كراسي السلطة التي يتربعون عليها؟!
لماذا تحرصون على إهانة اليمنيين؟!
ما الذي فعلوه بكم أيها المسؤولون؟!
أذنبهم أنهم غضوا الطرف عن فشلكم أو تقصيركم في إدارة الشأن العام؟!
هل تعاقبونهم لأنهم منحوكم فرصة طويلة لتعودوا لرشدكم الوطني، وتكتفوا بما نلتموه من مغانم السلطة، دون أن تشعروهم أنكم فعلا منتمون لهم ومنهم وإليهم من خلال خدمتهم ورعاية مصالحهم؟!
لا قمتم بمسؤولياتكم، ولا تركتم الآخرين يخففون على اليمنيين مأساة حكمكم لهم.
مجددا، نناشد المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية ورجال الأعمال اليمنيين وكافة المنظمات الإنسانية الدولية: أنقذوا آلاف اليمنيين العالقين في السودان، لا تكترثوا لتصريحات حكومتهم ، ولا تركنوا عليها، فما يرد من هناك يثبت عكسها بحق الإنسانية، لا تتركوهم لضمير مسؤولي بلدهم الذين اكتفوا بتسجيل حضور باهت، من خلال إجلاء للنزر اليسير من اليمنيين، كنوع من إسقاط واجب المسؤولية من عاتقهم، ثم أداروا ظهورهم لآلاف اليمنيين الآخرين غير آبهين بمصيرهم .