يقال أنه يمكنك أن تكذب على البعض بعض الوقت وربما كل الوقت، وأن تكذب أيضاً على الكل بعض الوقت، لكن لا يمكنك الكذب على الكل كل الوقت.. فكرة متعارف عليها، مثلما هو متعارف على أن حبال الوقت عادة ما تكون قصيرة.. لكن جماعة الحوثي وجماعة الحوثي تحديداً ربما وحدها من يتناقض نهجها مع مثل هذه الأفكار والأمثلة الضاربة في الثقافة العربية.
تعتقد هذه الجماعة بغباء مطلق أن بإمكانها أن تخادع كل اليمنيين في كل وقت تريد ولأي مدى زمني يخطر في بالها، ويتماشى مع مصلحتها هي وحسب، وهي المصلحة التي صارت في برامج هذه العصابة الانقلابية بمثابة الدستور الذي على كل اليمنيين الالتزام به وتنفيذ محتوياته، دون جدل أو نقاش ما دامت السلطة والسلاح المنهوبين تحت تصرف هذه العصابة الباغية..
منطق أعوج وعنصرية هوجاء تريد العصابة المارقة أن يستسلم لهما اليمنيون، دون استنكار أو حتى إبداء نية للتساؤل والتناقش، أيا كانت مرجعياتهم القانونية والدستورية، فلا قانون ولا دستور يعلو على رغبات وأهواء هذه الجماعة الإرهابية، التي تكشف الأحداث من يوم لآخر ومن عام لتاليه زيف ما تدعيه من دفاع عن الوطن والشعب، بل أنه لا أكثر منها عدائية وخصومة لليمن واليمنيين..!!
ومن أكثر الأمور غرابة أن هناك من يرى إمكانية الرسو على ملتقيات وتفاهمات قد يلتقي فيها اليمنيون وشرعيتهم مع هذه الجماعة، التي توغلت في طيات الدولة والمجتمع واستغلتهما وما تزال توسع كل يوم ذلك الاستغلال وتعدد طرائقه وسبله.. ولا أظن بعد أكثر من ثمان سنوات من التجربة مع هذا الانقلاب وما تبديه قياداته من لصوصية واستئثار وأنانية، أن منطق التلاقي والتفاهم صالح ليحضر حتى في حيز التفكير..!!
إن جماعة بهذه العقلية وصلت إلى ما وصلت إليه من السلاح والسلطة، وتذوقت خيرات الوطن نهباً ودماء اليمنيين سفكاً، لن تنثني عما هي فيه ولن يهمها أي حال يعيشه الوطن، ما داموا ينهبون خيراته، وأي مصير انقلب وسينقلب إليه اليمنيون.. وأنه لن يخضعها ويثنيها شيء غير المعاقبة الجادة والإزاحة بالقوة أي الاجتثاث.. وكما بدأنا هذا المقال باستحضار القول والمثل، نختتمه أيضاً بمقولة أن ما أخذ بالقوة لا يمكن أن يسترد بغير القوة.