الذكرى : الثالثة عشرة – الزمان: الثالث من يونيو عام 2011 - الموافق أول جمعة في شهر رجب الحرام - المكان: جامع دار الرئاسة - الحدث: جريمة إرهابية مكتملة الأركان - الهدف : قيادة الدولة وأركانها – المنفذ : مجرم مشترك إخواني حوثي - الغاية: القضاء على الرئيس علي عبدالله صالح وكبار رجال الدولة والوصول إلى كرسي السلطة ،النتيجة: استشهاد 13 قيادياً بارزاً بينهم رئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني وإصابة أكثر من 200 آخرين بجروح متفاوتة بينهم الرئيس صالح ورئيس مجلس النواب يحيى الراعي ورئيس الوزراء علي مجور ونائب رئيس الوزراء صادق أمين أبو راس ونائب رئيس الوزراء رشاد العليمي.
تفاصيل ومفردات تكشفها الجريمة الإرهابية الأبشع والأخطر في تاريخ اليمن الحديث المتمثلة بتفجير جامع النهدين بدار الرئاسة التي استهدفت الرئيس صالح وقيادة الدولة أثناء صلاة الجمعة ولكن هم أرادوا ولكن الله فعل ما يريد نجا الرئيس صالح بأعجوبة وغيره من المسؤولين رغم الجروح المدملة والحروق المؤلمة .
حينها اسشتبر شركاء الساحات بأنهم حققوا هدفهم السيئ وفرحوا ورقصوا على وقع الانفجار وعلى جثث المصلين الذي استشهدوا في الحادث ، وما هي إلا ساعات فجاء الخبر بالحق المبين والبشرى السارة التي أفرحت شعب بأكمله سوى تلك الشرذمة التي أرادت التخلص منه ليظهر الرئيس صالح بصوته المبحوح مطمئاً شعبه بكلمات خلدها التاريخ إذا أنتم بخير فأنا بخير.
تحالف الشر الإخواني الحوثي لارتكاب هذه الجريمة الجبانة لم يقدم إلا بعد أن وصل إلى مرحلة اليأس من تحقيق أهدافه الانقلابية والفوضوية عبر الطرق السلمية والشرعية والدستورية فلجأ إلى هذا العمل ظناً منه بأنه سوف يخلصه من قيادات الدولة ويمكنه من الاستيلاء والسيطرة على السلطة.
هذا العمل الإرهابي الغاشم كشف أن تلك القيادات المتطرفة قد أخرجت الصراع إلى خارج دائرة السلمية والمسميات والصفات الأخلاقية، وأسست لنموذج جديد من التطرف وهو ما يدفع الوطن والمواطن ثمناً له إلى يومنا هذا فضلاً عن مصادرة حق الشعب في اختيار من يحكمه.
جريمة أخرجت القرار السياسي والسيادي من يد اليمنيين ليصبح رهن الأطراف الإقليمية والدولية وأصبح الوطن واقعاً تحت البند السابع وضحية تجاذبات اللاعبين الإقليميين والمبعوثين الأمميين.
التداعيات الكارثية لجريمة تفجير دار الرئاسة خلال 13 عاماً أكدت أن انتهاك حرمة الدماء في بيت من بيوت الله وفي رجب الحرام كانت تستدعي وقفة جادة ومعاقبة الجناة نتيجة هذا الجرم الذي اقترفوه بحق وطن بأكمله غير أن الحسابات الحزبية الضيقة غيبت العدالة وغابت معها دولة النظام والقانون ما جعلها مفتاح شر لكل الجرائم المتلاحقة على رؤوس اليمنيين.
هذه الذكرى الأليمة تأتي بعد سنوات من التخادم الخفي التي اتضحت بجلاء أهداف منفذي الجريمة وسعيهم المبكر لاغتيال حاضر اليمن الجمهوري والديمقراطي لصالح مشاريع انقلابية لجماعتي الإسلام السياسي المتمثلة بجماعة الإخوان التي تبحث عن الخلافة وجماعة الحوثي التي تدعي الولاية.
هذا التخادم الشرير برز جلياً في أكتوبر 2019 عندما أفرجت ميليشيا الحوثي إثر غدرها واغتيالها للرئيس صالح في الرابع من ديسمبر 2017 عن 5 من المتهمين بتفجير مسجد دار الرئاسة الموقوفين ضمن قضية التفجير المنظورة أمام القضاء وسلمتهم إلى قيادات حزب الإصلاح في مارب في صفقة مشبوهة سميت بعملية تبادل أسرى لتكشف هذه العملية عن مشهد جديد في مسار التخادم الخفي الذي يدار من وراء الكواليس بين الطرفين حزب الإصلاح وميليشيا الحوثي.
ذكرى هذه الجريمة الإرهابية تعد محطة تذكرية لمرتكبيها بسوء فعلهم الذي أسقط الدولة والثورة في لحظة واحدة وأوصل الجميع إلى ماهم عليه الآن من ضعف وشتات.