أكد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس جروندبرغ أنه كلما طالت مدة التعقيدات الحالية، زاد خطر أن يصبح حل الأوضاع في اليمن أكثر صعوبة، في إشارة إلى أزمة البحر الأحمر والتوتّرات في المنطقة.
وقال في مقابلة صحفية مع قناة تليفزيون الصين المركزي إنه "من المهم للجميع أن يذكّروا أنفسهم بالتقدّم الذي أحرزناه حتى الآن. ونحن ندخل في العام العاشر للنزاع في اليمن".
وأشار في المقابلة التي نشرها مكتب المبعوث الأممي في 11 أبريل إلى أن المأساة التي تستمر في غزة وترابطها مع زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، بما في ذلك الوضع المتصاعد في البحر الأحمر، أدّت إلى تباطؤ زخم المحادثات من أجل تحقيق السلام، للتوصّل إلى اتفاق حول خارطة الطريق وتنفيذها.
ورأى أن المسألة الحاسمة هنا هي أنه إذا استمر هذا الوضع، فهناك دائماً خطر أن تقوم الأطراف بتشديد مواقفها، ويمكن أن تعيد حساباتها أيضاً. وهذا يعني أن "الحلول التي نتصورها قد يصبح تحقيقها أكثر صعوبة" حسب المبعوث الخاص.
ودعا جروندبرغ المجتمع الدولي إلى أن يظل منخرطاً قدر الإمكان عندما يتعلّق الأمر بالضغط على الأطراف والتأكيد على أهمية استمرارية الدبلوماسية في الصدارة، وأن تكون العنصر الأساسي إذا أرادت الأمم المتحدة تحقيق نتائج إيجابية حقيقية في اليمن.
وأكد أن "تأثير الانتقال واستمرار زعزعة الاستقرار لن يكون في مصلحة السكان في الشرق الأوسط. سيشمل ذلك أيضاً الوضع في البحر الأحمر، حيث سنحتاج إلى رؤية مستوى معيّن من التهدئة. ومن ثم بالتركيز مرة أخرى على الوضع في اليمن".
وأشار المبعوث الأممي إلى أنه في ظل الوضع المعقّد الحالي، "هناك ثلاثة أشياء ستكون حاسمة للغاية: الأوّل هو ضرورة وجود استقرار على نطاق أوسع في الشرق الأوسط. وسيسمح ذلك أيضاً للأطراف، وكذلك للمجتمع الدولي، بإعادة التركيز وإعادة الانخراط في التسوية طويلة المدى للنزاع في اليمن".
والثاني: "وهذا مهم بالتساوي، هذا ليس الوقت المناسب للأطراف لاستخدام الوضع الحالي لتصعيد الأمور داخل اليمن. نحن بحاجة للحفاظ على الاستقرار أو وقف الأعمال العدائية التي شهدناها داخل اليمن. يجب الحفاظ على ذلك بينما نعمل على تحقيق التقدّم وعلى تحقيق انفراجة".
والثالت: "أعتقد أن قنوات الاتصال التي كانت مفتوحة وعلى نطاق واسع، بحاجة إلى أن تظل كذلك قدر الإمكان، إذا أردنا التأكد من أننا سنستطيع تحقيق ما حدّدناه سلفاً".
وفيما يتعلّق بالأزمة الإنسانية في اليمن لفت هانس جروندبرغ إلى أن الاحتياجات الإنسانية في اليمن لا تزال هائلة، وفي السنوات القليلة الماضية تضاعفت النزاعات على مستوى العالم، والحالات التي تتطلّب دعم عمليات توصيل المساعدات الإنسانية والجهات المانحة الإنسانية. وهذا يعني أن الأموال المتاحة لليمن لم تعد متاحة كما كانت في السابق، مشدّداً على أن هناك حاجة إلى دعم إضافي لليمن، أيضاً في السنوات القادمة.
ونبّه إلى ضرورة وإلحاح التوصّل إلى انفراجه بشأن التسوية السياسية للنزاع في اليمن لأن هذا وحده ما سيمكّن اليمن من الارتقاء إلى مرحلة جديدة يصبح فيها التركيز على القضايا الجادة ممكناً، إذ أن إعادة الإعمار الذي يحتاجه اليمن والدعم التنموي الذي يحتاجه لا يمكن تحقيقه بدون عملية سياسية.