كشفت مصادر خاصة في العاصمة صنعاء، عن قيام قيادات حوثية بإخلاء المنازل والشقق في الكثير من الأحياء ومغادرة المدينة بشكل مفاجئ أشبه ما يكون بالفرار الجماعي.
وقالت المصادر إن الكثير من الأحياء وفي مقدمتها حي الجراف الذي تسكنه قيادات حوثية من الصف الأول والثاني، شهد -مساء الأحد- عملية اخلاء واسعة للشقق والمنازل من قبل الحوثيين، مشيرة إلى أن الكثير من القيادات والمشرفين غادروا الحي بصورة مفاجئة إلى وجهات غير معلومة.
وأشارت المصادر إلى أن طائرة -لا تحمل أي علامة تجارية- هبطت صباح الاثنين في مطار صنعاء وأقلعت منه بعد ظهر نفس اليوم وعلى متنها الكثير من الركاب الذين رجحت المصادر أنهم من قيادات الصف الأول في المليشيا بالإضافة إلى خبراء إيرانيين وعناصر من ميليشيا حزب الله.
ومنذ أوائل شهر ديسمبر وبالتزامن مع تهاوي أذرع إيران في المنطقة دب الذعر في صفوف مليشيا الحوثي ما دفع الكثير من قياداتها للاختفاء والتواري عن الأنظار خوفاً من تكرار ما شهدته ضاحية بيروت الجنوبية من اغتيالات طالت قيادات حزب الله ونجم عنها انهيار الحزب خلال أيام.
مراقبون أكدوا أن اختفاء وفرار قيادات مليشيا الحوثي ومغادرتها للعاصمة صنعاء لم يأت خوفا مما ذكرته مصادر إسرائيلية من أن لدى الطيران الإسرائيلي معلومات واحداثيات لأكثر من ألف هدف في صنعاء، وإنما جاءت بعد تلقي المليشيا تحذيرات استخباراتية إيرانية من اندلاع ثورة غضب شعبية ضدها في صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتها.
وأشاروا إلى أن تبعية ميليشيا الحوثي لطهران والاعتماد عليها عسكريا وسياسيا دفعها لارتكاب آلاف الجرائم بحق الشعب اليمني والتعامل معه كسلطة احتلال، مؤكدين أن تخلي طهران عن أذرعها في المنطقة أفقد المليشيا حاضنتها وجعلها تعيش أسوأ مخاوفها وتتجرع نتائج ما خلفته سياستها القمعية ومصادرتها للحقوق والحريات التي انتهجتها ضد الشعب اليمني.
ووفقاً للمراقبين فإن ميليشيا الحوثي تسعى خلال افتعال حرب في البحر الأحمر ومزاعمها في استهداف العمق الإسرائيلي لكسب التعاطف الشعبي وإدخال اليمنيين في ملهاة جديدة الهدف منها إخماد نيران السخط الشعبي المتصاعد وترميم ما لحق بصفوفها من تصدعات وانقسامات.