محلي

متى تفضح الظاهرة الحوثية من أطلقها..؟!

وسام عبدالقوي

|
12:13 2024/05/09
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

هناك احتمالان لا يمكن أن يكون لهما ثالث، أولهما أن أمريكا وإسرائيل وثالثتهما بريطانيا بكل قوتهم التي تهز العالم وتطوي الغرب والشرق تحت إبطها، تخاف حقا من مليشيا الحوثي المتمردة والانقلابية، أو أن تلك الدول، التي تتحدى العالم بفرض قراراتها ووجهاتها السياسية والعسكرية، وتتحكم حتى في السياسات الداخلية لمعظم بلدان العالم، هي من يقف وراء ما تمارسه هذه المليشيا من صعلكة وتهديدات، يؤكد المنطق قبل الواقع أنها أضعف وأتفه من أن تكون جادة فيها أو تعي ما تقوله وتهذي به..!!

في الاحتمال الأول سنبدو، إن أخذنا به، وكأننا نحاول أن نقنع الوجود بأن ثمة فيلاً عملاقاً يخشى نملة، وأنه من شدة رعبه منها يتظاهر في الغالب بعدم رؤيتها، ولا نكتفي بذلك، بل نحاول أن نصور أن النملة نفسها هي من تتظاهر بأنها لا ترى الفيل، وهي تذرع الغابة ذهابا وإيابا، وتهدد بسحقها وتحطيم أشجارها، بل ويصل الأمر بهذه النملة الادعاء بقدرتها على حجب السحب لكي لا تمطر على الغابة وأن تمنع كل أسباب الحياة عن كل كائن فيها..!!

حبكة مقززة وغاية في الرداءة، وأكثر دناءة وقذارة منها تصرف وإصرار من يحاول أن يقنع العالم بإمكانية حدوثها وبضرورة تصديقها..!! فلو كان مثلث القوة ذلك تحديداً (أمريكا، إسرائيل، بريطانيا) بهذا الحجم من القدرة والموقف، لما كان الاحتلال الصهيوني، منذ أكثر من سبعين عاماً، يعربد في المنطقة العربية من أقصاها إلى أقصاها، ويعبث في أنظمتها وسياساتها وولاءاتها، حتى يومنا ولحظتنا الراهنين..!! ولما استمر طوال تلك العقود وهو يهيئ لأبويه غير الشرعيين أمريكا وبريطانيا، كل ممكنات وأسباب التحكم شبه المطلق في واقع المنطقة وسياسات وأنظمة وخيرات دولها..!!

أما لو توقفنا عند الخيار أو الاحتمال الثاني، وهو وقوف تلك الدول الثلاث ظهيراً للمليشيا، وحتى فرضية أن تكون هي من زرعت هذه المليشيا الإرهابية، كما ظهر من قبل ضلوعها في تشكيلات إرهابية أخرى كالقاعدة وداعش وبوكو حرام وغيرها، وتأملنا إلى أي طرف ستميل كفة المصلحة بوجودها، فإننا عندها سنتيقن أن ما تمارسه هذه المليشيا من عربدة وتصرفات، لم يكن لها أن تكون دون وجود ظهر داعم وممول لقوتها ومهدداً بها المحيط الذي سرعى فيه مصالحه وحاجاته أيا كانت تلك المصالح والحاجات..!!

في الأخير ومن منطلق هذين الخيارين أو الاحتمالين، فإنه أصبح من الضروري والواجب اليوم أن نعتبر أي تصريح أو تهديد أو موقف تظهره أو تعلن عنه هذه الجماعة الإرهابية، هو في الأساس موقف لتلك القوة الثلاثية الاستعمارية المحتلة، أو هو على الأقل موقف تريده لأنه يسير في مجاري مصالحها ويلبي حاجاتها.. وبالتالي يتلاشى من ذهن الكثيرين التساؤل المحير حول كيفية تحول مليشيا متمردة كانت مشردة ومطاردة في الجبال والقيعان، إلى قوة تستولي على نظام وأرض وممكنات ومقدرات دولة، وتهدد محيطها الجغرافي، بينما هي في حقيقتها لا تتجاوز كونها ظاهرة صوتية، بإمكان أبسط اختبار تواجهه أن يفضحها ويفضح من يقف وراءها..!!

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية