بدأ العام الدراسي الجديد معلنا تجدد عمليات الابتزاز التي تمارسها ميليشيا الحوثي ضد المدارس الخاصة واستمرارها في امتهان المعلمين والمعلمات المنقطعة مرتباتهم لأكثر من ثمان سنوات، واجبارهم على العمل مهددة بفصلهم واستبدالهم بعناصر موالية لها من خارج المؤسسة التعليمية.
وتحولت العملية التعليمية وإعلان بدء العام الدراسي في مناطق سيطرة الميليشيا إلى مناسبة متجددة للنهب والابتزاز الذي لم يتوقف عند حدود نهب مرتبات المعلمين وتخوين من يطالب بصرفها وتجاوزتها إلى نهب الطلاب وابتزاز المدارس الأهلية التي حولتها الميليشيا إلى مصدر دخلٍ يدر عليها مئات الملايين سنويا.
مصادر تربوية في صنعاء أكدت أن ميليشيا الحوثي فرضت على المدارس الخاصة رسوما سنوية مقابل السماح لها بمزاولة عملها وألزمت إداراتها بإدخال مادة الهوية الإيمانية وأنشطة ومواد ثقافية أخرى في الجدول المدرسي واعتماد مشرفين من قبلها واعتبارهم جزءا من الطواقم التعليمية للمدارس.
وأشارت المصادر إلى أن الميليشيا أجبرت المدارس الخاصة على قبول أعداد كبيرة من أبناء عناصرها مجانا وعدم فرض أي رسوم عليهم بما في ذلك رسوم التسجيل والزي المدرسي وقيمة المنهج الدراسي الذي تقوم المليشيا ببيعه للمدارس بمبالغ خيالية، منوهة إلى أن سعر المنهج الواحد وصل لأكثر من خمسة عشر ألف ريال.
ووفقا للمصادر فقد تم إلزام إدارات المدارس بشراء المناهج الدراسية وفقا لعدد الكراسي والسعة الاستيعابية وليس وفقا لعدد الطلاب المسجلين فيها، الأمر الذي جعلها مجبرة على دفع أموال طائلة لشراء مناهج لا تحتاجها، ولا تستطيع إدخارها للعام القادم لأن المليشيا تلزمها بالشراء سنويا وتطبق ذات الشروط في كل عام.
وتحت مزاعم تسهيل حصول الطلاب على كتب المنهج الدراسي غير المتوفر في المدارس الحكومية قامت الميليشيا بافتتاح محال بالقرب من مطابع الكتاب المدرسي وأماكن أخرى، لبيع كتب المنهج الذي وإن تهافت بعض أولياء الأمور على شرائه إلا ان أسعاره المرتفعة حالت دون تمكن الكثيرين من توفيره لأبنائهم، الأمر الذي ضاعف عملية تسرب الطلاب من المدارس وحرمانهم من الحصول على حقهم فيِ التعليم.
وفي الوقت الذي تعاني المدارس الخاصة من الابتزاز تشهد المدارس الحكومية وضعا مأساويا يعكس واقع التعليم وحجم التدهور الذي وصلت إليه العملية التعليمية بعد سيطرة جماعة الحوثي على مؤسسات الدولة وفي مقدمتها وزارة التربية والتعليم، التي حولتها الجماعة من صرح تعليمي إلى وسيلة لإيصال فكرها الطائفي.