تحت عناوين خالية من المعنى ومزاعم إنجازات تفتقر للإنجاز ومشاريع طائفية وسلالية مغلفة بعلم الجمهورية، تحتفل مليشيا الحوثي بانقلابها على الجمهورية وانتصارها للكهنوت الامامي ونجاحها في تدمير مؤسسات الدولة وإخضاع وتجويع الشعب اليمني الذي تجبره اليوم على مشاركتها الاحتفال بمصادرة حريته واعادته إلى ماضي الكهنوت البغيض.
عشر سنوات من السيطرة السلالية على المشهد السياسي والعسكري والاقتصادي، ظهرت مليشيا الحوثي خلالها كسلطة احتلال وتعاملت مع المواطن اليمني كعدو ومتهم ومدان، وتجاوزت في استهدافه كل القوانين والأعراف الدولية والمحلية، وها هي اليوم تدعوه للاحتفال بإنتصارها على الشعب والوطن.
احتفاء سلالي بيوم مشئوم شهد فيه اليمن تدشين المخطط الكهنوتي لإسقاط قيم ومفاهيم الدولة وانتهاك ومصادرة الحقوق والحريات وتغييب الإرادة الشعبية واستبدال المشروع الوطني بمشاريع طائفية واستبدال النهج الديمقراطي القائم على التعددية السياسية بخرافة الولاية والحق الإلهي، والانتقال باليمنيين من دولة الشعب إلى دولة الكهنوت والحاكم الفرد.
مسخٌ ثوري بملامح ظلامية يسعى الحوثيون من خلال توسيع دائرة الاحتفال به لتأصيله ومنحه هوية وطنية وترسيخه في ذاكرة اليمنيين كإنجاز سياسي انتصر لآمال وتطلعات اليمنيين.
ووفقا لمراقبين فإن احتفال ميليشيا الحوثي باليوم الذي اقتحمت فيه العاصمة صنعاء بقوة السلاح، لم يكن لها أن تحتفل به لو لم يكن قد حدث في شهر سبتمبر، مشيرين إلى أن الاحتفال ينبع من توافق يوم اقتحامها للعاصمة صنعاء مع اليوم الذي تم فيه تنصيب البدر خلفا لوالده الطاغية أحمد، ما يشير إلى أن الحرب التي شنها الحوثيون على الدولة امتداد للحرب التي شنها الكهنوت الإمامي ضد الثورة والجمهورية في ستينيات القرن الماضي.
وأكدوا أن تزامن الاحتفال مع احتفالات الشعب اليمني بثورة الـ26 من سبتمبر التي اسقطت الملكية وأنهت الحكم الإمامي المتخلف في اليمن، دفع الحوثيين لمنح مسخهم الثوري زخما احتفاليا واهتماما رسميا سعيا منهم لفرضه على اليمنيين كبديل ليوم الـ26 من سبتمبر وهو ما تسعى لتحقيقه من خلال محاولاتها البائسة لمنع مظاهر الاحتفال الشعبي به وقمع واعتقال المحتفلين.