لم يكن الزعيم علي عبدالله صالح سياسيا عادياً، أو رئيساً يضاف إلى قائمة الرؤساء الذين حكموا وغادروا ليتم نسيانه وإغلاق ملفه وطي صفحاته التي عاشها وعايشها اليمنيون طيلة 33 عاما.
علي عبدالله صالح المنقذ في زمن انهيار الدولة وتلاشي مؤسسة الحكم والموحِّد في زمن التمزق والشتات، وعنوان تاريخٍ حافلٍ بالانجاز والاعجاز، والرئيس الديمقراطي في زمن الديكتاتوريات والمتسامح في زمن الحقد والفوضى والسبتمبري في زمن الكهنوت والثائر الذي استشهد مدافعا عن الوطن وحق اليمنيين في الحياة واتقدت بدمه مشاعل الثورة والجمهورية.
وإذا كان السابع عشر من يوليو 1978 قد شهد الميلاد السياسي لـ علي عبدالله صالح ومثل ظهوره في عتمة الواقع السياسي والعسكري والانهيار المتسارع لمؤسسات الدولة ميلاد المنقذ الذي تنتظره المستحيلات والكثير من الملفات الشائكة، فقد أثبتت الأيام جدارته في حمل المشعل السبتمبري ونجاحه في ترميم ما أفسدته الاختلافات وإصلاح ما أحدثته الصراعات من صدوع في البيت الجمهوري والانتقال باليمن من المجهول إلى المعلوم.
وحده الراقص على رؤوس الثعابين من امتص بحكمته سموم المؤامرات ونجح في صنع المستحيلات وتحقيق طموحات وتطلعات اليمنيين وحكم اليمن بحكمة واقتدار من صنعاء وحكمها من عدن ومن تعز ومن حضرموت ومن صعدة وسقطرى، وصنع من الإنجازات ما جعله يحتل أنصع صفحات تاريخ اليمن الحديث ويسكن قلوب وضمائر اليمنيين.
علي عبدالله صالح السبتمبري المتقد الذي صنع من الإنجازات السياسية ما جعل العالم يرى في كل إنجاز حققه ثورة وانتصارا غير مسبوق وسار باليمن واليمنيين نحو المستقبل بخطىً متسارعة، لا يمكنه إلا أن يظل المنقذ وصاحب السبق والمنتصر لليمن واليمنيين.
مراقبون أكدوا أن ما شهدته اليمن من أحداث وتناقضات خلال السنوات الماضية كشف زيف الشعارات ولا وطنية المواقف التي لا يمكن مقارنتها بمواقف وصنائع الزعيم صالح سواء أثناء توليه مقاليد الحكم أو بعد مغادرته السلطة.
وأشاروا إلى أنه وبعد استيلاء الكهنوت الحوثي على الدولة وفيما كان من أسقطوا الدولة ينادون باستعادة الدولة ويكيلون التهم لعلي عبدالله صالح ويحيكون ضده المؤامرات، كان صالح يستعيد الدولة في صنعاء، ويحول دون تدميرها ويعيد مؤسساتها إلى العمل، وينجح في إلغاء الإعلان الدستوري واللجان الثورية وينتصر للدستور والقانون ويعيد المؤسسة التشريعية للعمل، وينجح في تشكيل حكومة وإيقاف هيمنة الحوثيين على مؤسسات الدولة.
ونوهوا إلى أن ما صنعه الزعيم صالح أثبت أن انتفاضة الثاني من ديسمبر لم تكن حدثا مفاجئاً بقدر ما كانت تتويجا لما حققه من انتصارات سياسية، مؤكدين أن انتفاضة الثاني من ديسمبر أشعلت روح الثورة في قلوب لليمنيين وأنها ستبقى إرث صالح الثوري المتجدد الاتقاد.