كشفت منظمة أطباء العالم غير الحكومية ومقرّها فرنسا أن اليمن سجّلت 377 ألف حالة وفاة مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالصراع المستمر الذي أشعلته الميليشيا الحوثية الموالية لإيران وتفاقم باجتياح العاصمة صنعاء ومحافظات عدّة في سبتمبر عام 2014، وما تلاه من حرب دامية اندلعت في مارس عام 2015.
وأوضحت المنظمة في تقرير حديث لها أن 15% من سكّان اليمن نزحوا، فيما لا تعمل 50% من البنى التحتية الصحية.
وعانت اليمن من عدّة أزمات في السنوات الأخيرة، بما في ذلك الحرب والصراعات الإقليمية ومستويات عالية من عدم الاستقرار السياسي.
ويشكّل الصراع أحد الأسباب الرئيسية للأزمة الإنسانية في البلاد التي باتت واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية في العالم.
وأفادت المنظمة في تقريرها بأن هذه السلسلة من الأزمات والصراعات أدّت إلى تدمير نظام الرعاية الصحية وأثّرت على كامل السكان المتضرّرين من الحرب والمجاعة والمرض، إذ أن 18.2 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، 60% منهم من الأطفال.
وأشارت إلى أن عمليات النزوح العديدة للسكان في اليمن هرباً من الصراع والفقر تؤدّي إلى زيادة الاحتياجات في مجال السكن والرعاية الصحية والغذاء.
وذكرت منظمة أطباء العالم التي تعمل في اليمن منذ عام 2007 أنها تسعى لتوفير الرعاية الصحية الأوّلية والعقلية ودعم نظام الرعاية الصحية، إذ يتم تنفيذ هذه الأعمال بدعم من المنظمة الأوروبية للحماية المدنية والمساعدات الإنسانية، منذ عام 2021 وخاصةً في شمال البلاد.
واعتبرت المنظمة هذا الدعم ضرورياً لتلبية الاحتياجات الإنسانية وتعزيز القدرة على الصمود في المناطق المعرّضة للخطر، من خلال دعم وتنفيذ الخدمات الأساسية في المجالات الحيوية (الرعاية الصحية، والتغذية، والصحة العقلية، والدعم النفسي والاجتماعي، والوقاية من العنف القائم على النوع الاجتماعي والاستجابة له)، وبذلك تتمكّن فرقها من تعزيز قدرات محافظتين في المناطق ذات الاحتياج المرتفع (صنعاء وأمانة العاصمة)، وتوفير الرعاية الصحية، بما في ذلك المعدّات الطبية والتدريب الطبي لسبعة مرافق صحية.
ولفت تقرير المنظمة إلى أن الرعاية الصحية الأوّلية مع دمج خدمات التغذية تمكّنها من معالجة سوء التغذية بشكل يومي، وخاصةً بين الفئات السكانية الضعيفة (الأطفال والنساء الحوامل والنازحين داخلياً والمهمّشين).
ونظراً للتأثير النفسي للأزمات، فإن المنظمة شدّدت على الحاجة أيضاً إلى إيلاء اهتمام خاص للصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي في اليمن.