آراء

سباق محموم في مضمار الفساد..!!

وسام عبدالقوي

|
12:24 2025/02/09
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

أن نتحدث عن فساد جماعة الحوثيين، واستغلالها للسلطة التي اختطفتها في توطين وتفعيل الفساد، فذلك شيء في غاية الاعتيادية، وأمر منتظر من أية جماعة تصل للسلطة بأي طريقة وبأي حال، بعد أن كانت فارةً في الفيافي ومشردة في القفار.

 جماعة تنظر إلى معنى الدولة على أنه لا يتعدى امتلاك القوة والمال، والهيمنة المطلقة على أبناء الشعب، واستغلال تلك القوة وذلك المال في إذلالهم وإخضاعهم، وتحويلهم إلى سبب رئيسي في التمكين والتمكن من إحراز المال وتحقيق القوة، التي تستند عليها للاستمرار في البطش والاستغلال..

ذلك كما أشرنا أمر اعتيادي، حين نتعامل في رؤيتنا مع مليشيا انقلابية إرهابية كجماعة الحوثيين، التي خدمتها ظروف سياسية معينة، كانت بعض أجزاء أو أطراف الشرعية المعترف بها من أهم أسباب حدوثها، وتهيئتها لهذه المليشيا، التي لم تفوت فرصة لتجرف بإرهابها السلطة والشعب وتسيطر على أجزاء من وطن، لا يزال منذ عشر سنوات يتجرع المعاناة والآلام، وكأنها قدر لا مناص منه، بينما هي في الحقيقة حاصلة جراء إخفاقات لن يغفرها الزمن للشرعية، ولن ينجو من تهمتها طرف من أطراف هذه الشرعية..

أن يحدث ما يحدث من فساد الانقلاب فذلك أمر لا غبار عليه أبداً، لكن أن نجد أن الشرعية ذاتها، والتي يعول عليها معظم أبناء الشعب، في التخلص من الانقلاب والمليشيا وإعادة عهد الدولة المختطفة، هي من تمتطي حمار الفساد الأعرج والأجرب، في ظروف كالتي تمر بها البلاد، وبدلاً من أن تعلن تحديها في مواجهة الانقلاب، تشيع تحديها إياه في اقتراف الفساد وابتكار وسائله وأسبابه، فذلك والله ما لم يكن في حسبان أي يمني يطمح في استعادة دولته وتأمين شعبه مما يبتلى به الآن..!!

إن روائح الفساد في أروقة الشرعية، والتي باتت اليوم تزكم الأنوف، لمن أخطر الأسباب وأقواها في فقدان الآمال، أو بالأصح بقية الآمال في استعادة البلاد من أيادي خاطفيها، بل وصارت تشي بأن الشرعية، التي كانت ولا نظنها ستظل ممثلاً للشعب في بيئة فاسدة كهذه، لا تعدو كونها صورة طبق الأصل من الانقلاب، وأنه كلما مر وقت وانكشفت أسرارها، بدت وكأنها تحاول أن تجاري المليشيا المنقلبة في فسادها واستئثارها، حد أن تصل إلى تحولها من دولة إلى كانتونات ومليشيا متفرقة..!!

من المخجل والمؤسف حقاً أن تصل الشرعية إلى هذا الحال الذي هي عليه، ليس من الفساد وحسب، بل من الخذلان الموجع، الذي يتعاظم من يوم لآخر منذ حصول الانقلاب المشئوم.. خذلان أصبح يضع الشرعية والانقلاب في موضع وموقف واحد في عيون وتقديرات معظم اليمنيين..!! بل وصار يعاظم موقفها السلبي حد أن يعتبرها الكثيرون داعماً وظهيراً للانقلاب، وطرفاً لا يمكن تجاوزه في قائمة الأعداء الذين يستهدفون اليمن واليمنيين، فهل هذا حقاً ما أرادته وتريد أن تصل إليه هذه الشرعية التي باتت شرعيتها تتضاءل في عيون الشعب اليمني..؟!

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية