آراء

نكبة 11 فبراير: اليوم المشؤوم في ذاكرة اليمن

عبدالحميد السقطري

|
11:47 2025/02/10
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

من أقصى اليمن، من جزيرة السلام سقطرى، أكتب للتاريخ وأصرخ بقلمي:

في يوم 11 فبراير 2011، حلَّت على اليمن نكبة لم تُمحَ من ذاكرة الوطن، ذكرى أليمة تركت بصمتها العميقة في قلوب اليمنيين، إنه اليوم الذي شهد انهيار دولة وجيش ومنظومة بأكملها، ما أدى إلى تداعيات خطيرة ضربت أوتاد الأمن والاستقرار في البلاد.

كان الرئيس علي عبدالله صالح، الذي قاد البلاد لعقود، رمزًا للاستقرار بالنسبة لكثيرين، يحظى باحترام على المستويين الإقليمي والدولي، ورغم الانتقادات التي وُجهت لحكمه، فقد كانت اليمن تعيش في ظل دولة لها مؤسسات وهيبة، لكن مع هبوب رياح ما سُمِّي بـ "الربيع العربي"، انقلبت الموازين، وبدأت المؤامرات تُحاك في الخفاء لتقويض استقرار الوطن.

لم يكن هذا اليوم مناسبة للاحتفال، بل محطة مؤلمة تغلب عليها مشاعر الحزن والخذلان، فكيف لعقلٍ واعٍ أن يحتفي بسقوط دولة كانت تحفظ الحد الأدنى من الاستقرار؟ انهيار النظام لم يكن مجرد رحيل زعيم، بل انهيار لمقومات دولة كانت توفر الخدمات الأساسية، وتضمن صرف الرواتب في مواعيدها.

اليوم، وبعد مرور 14 عامًا على تلك النكبة، نحن أمام حقيقة لا يمكن إنكارها: لقد سقطت الدولة وسقط معها الأمن والرخاء، اجتاحت البلاد عواصف من الفوضى والصراعات التي لا تزال تدمي قلوب اليمنيين، تفككت الروابط المجتمعية، وتغذت النزاعات على الكراهية والانقسام.

عدم الاعتراف بخطورة ما جرى يعني فقدان البوصلة التي ترشدنا إلى جادة الصواب، من لا يدرك حجم الكارثة ويستمر في تمجيد ذلك اليوم المشؤوم يخون ذاكرة الوطن وتضحيات من سقطوا في خضم الأحداث.

يجب أن نواجه الحقيقة بشجاعة، ونعمل جميعًا على استعادة ما ضاع منا، لا يمكن أن نظل أسرى الماضي، بل علينا أن نتعلم من أخطائنا ونبني مستقبلًا أفضل يتجاوز الفوضى والانقسام.

إن الذكرى المؤلمة ليوم 11 فبراير يجب أن تكون درسًا لنا جميعًا، تحثنا على إعادة تقييم أولوياتنا، والعمل على بناء وطن يسوده السلام والاستقرار، علينا أن نتذكر الزعيم علي عبدالله صالح ليس كشخص فقط، بل باعتباره الوجه الجميل لليمن في حقبة استقرارها، وأن نسعى جاهدين لتوحيد الصفوف واستعادة الهوية الوطنية التي كادت أن تضيع في خضم الفوضى.

المستقبل بين أيدينا، وكل خطوة نحو الأمام هي مسؤوليتنا لبناء يمن جديد يتجاوز آلام الماضي، ويعزز قيم الوحدة والأمل.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية