في ظل الواقع الذي يعيشه الشعب اليمني اليوم، نتساءل: "لماذا الاحتفال؟"، هو سؤال مشروع وواقعي.
بعد سنوات من الحرب والدمار، ومعاناة الناس على مختلف الأصعدة، يبدو أن كل شيء قد تبدد تحت وطأة الألم والفوضى. فالشعب اليمني، الذي عانى من فقدان الأرواح، والتهجير، والانهيار الاقتصادي أصبح يتساءل عن معنى الفرح في هذا الواقع المأساوي !.
لا شيء يدعو للاحتفال في ظل الوضع الراهن، لأننا حصلنا على : الحرب التي دمرت البنية التحتية، وأدت إلى انهيار المؤسسات الصحية والتعليمية، وجعلت الحياة اليومية شبه مستحيلة للكثيرين، جعلت كل شيء يبدو بعيدا عن أي شكل من أشكال الفرح.
البيوت سُويت بالأرض، والمدن أصابها الخراب، وكأن اليمن لم يكن لديه تاريخ أو حضارة.
و مع انهيار العملة وتفاقم الأزمة الاقتصادية، أصبح الجوع والفقر هما رفيقين يوميين للمواطن اليمني. لا يمكن لأي شخص أن يحتفل أو يفرح في ظل فقدان أبسط مقومات الحياة.
ملايين اليمنيين أُجبروا على ترك منازلهم ومغادرة مدنهم، في رحلة شاقة نحو أماكن أخرى، وكل يوم يمر يزداد الصراع على الموارد ويزداد الضغط على من تبقى. هؤلاء النازحون يعانون من أزمات متواصلة وليس لديهم أي شيء للاحتفال به.
الحروب المستمرة تخلق حالة من الفوضى، وكلما كانت الحلول بعيدة، كانت الآمال تقل. لا توجد أي إشارات واضحة للسلام أو الاستقرار، ولا شيء يطمئن الناس على مستقبلهم أو على أطفالهم. في ظل غياب الأمن والاستقرار، تصبح الاحتفالات عبئا بعيد المنال.
الأحزاب السياسية التي ادعت تمثيل الشعب قبل سنوات أصبحت اليوم جزءا من المشكلة، لا من الحل. الفساد، والانقسام، وتنازع السلطة جعل الوضع أكثر تعقيدًا. التنافس على المناصب بعيدا عن مصلحة الشعب يزيد من قلة الثقة بين الشعب وحكامه.
في ظل هذا الواقع الأليم، لا شيء يدعو للاحتفال. الفرح أصبح بعيدا عن متناول الشعب اليمني الذي يعيش بين آلامه اليومية وتطلعاته الضئيلة للسلام. قد يشعر الناس أنهم فقدوا الأمل في الوقت الراهن، لكن الأمل الوحيد المتبقي هو في اللحظة التي سيعود فيها الأمان، ويُعاد بناء ما تم تدميره، لكن ذلك يبقى مرتبطا بتغييرات جوهرية في الواقع السياسي والإنساني في اليمن.