آراء

الحوثي واليمن.. مسألة معقدة والنتيجة : صفر

نوح إدريس

|
11:52 2025/02/16
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

يدرك الإنسان اليمني أن مرحلة الزهو بما يصبو إلى تحقيقه والتفاخر أمام العالم بما يتحقق على أرضه وينعم به قد ولت .
في زمن ميليشيا الحوثي لم تعد تتجلى العبقرية والقدرة سوى في الهدم وشن الحروب واختلاق الأزمات وسجن وإذلال الناس !.
رغم تصاعد نسب حالات الفقر وتجاوزها ال٨٢ % من إجمالي السكان لا يزال هناك من يعتقد سيبقى محتلا للعاصمة وسلطة الحكم مستندا في بقائه على امتلاك أكبر احتياطي من الأكاذيب ٠والمزايدة على خلق الله !. 
يظل يتحدث عن بناءهم صروح المجد لبنة لبنة في الدنيا الآخرة .. وعن الصمود والصبر وأن القناعة كنز لا يفنى !.
لا يمل من مناقشة شئون العالم وتحليل مشاكله الصغرى والكبرى بينما بلده غارق في قضايا شائكة تتطلب منه أبسط محاولة تفكير في إيجاد حل وقد تقبل منه أقرب الحلول شريطة أن تكون منطقية ومعقولة  !. 
مشكلة  اليمني أنه عند تحليل مشكلاته الخاصة والعامة سرعان ما يخلص إلى مشكلة أخرى مفادها " هذه البلاد ينعدم فيها صدق النوايا وتكثر أفعال النوايا السيئة " !.
يشبه آخر حال اليمن بمسألة رياضية معقدة وكبيرة دائما تصل جهود الحل الكلي لمعادلتها إلى النتيجة : صفر !.
هكذا وكيفما حسبتها على مدى أزيد من سنوات عشر لا يمكنك سوى إضافة عشرات العشرات من بيانات التعاطف والتدهور والإنكار والشعور بالقلق  والاعتذار الإقليمي والدولي نتيجة الفشل !.
بالنسبة للمواطن.. كل ما يعرفه أنه في خضم الصراع الطويل الأمد يمثل الطرف الثالث " الشاهد " كما في عقد إيجار ومع هذا فإنه يتحمل الإجراءات العقابية والشروط الجزائية ونتائج أخطاء وجشع ودموية باقي الأطراف ! .
يحدثك أحدهم عن غونتر السادس - كلب الرعوي الألماني - في بريطانيا وكيف أصبح من أغنياء العالم بثروة تقدر ب ٤٠٠ مليون دولار !.  
يسهب في مدى تأثره بسيرة كفاح الحيوان وآخرين من نفس الفصيلة  " صبر ونال " !.
مع هذا فإنه لا يخفي قناعته إنها ضربة حظ وبأن ظروف ثراء المئات خلال السنوات الأخيرة في اليمن تشبه في عدة نواح كلب الرعوي الألماني ناهيك عن علاقتها بسيدها !. 
في اليمن ولأسباب خارجة عن إرادة ٣٠ مليون نسمة أصبح الثراء مرادفا لشعار " هيهات منا البذلة " و حكرا على ميليشيا الحوثي ومن تعتبر نفسها فئة آل البيت المعروفين بالفساد والمعصومين عن المحاسبة والمعاقبة بفضل قائد المسيرة ومحاضرات القناعة كنز اليمني وتسعة أعشار سلامته في السكوت !.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية