في أجواء رمضانية تعبق بالحنين وتحفها مشاعر التكافل، اجتمع مئات النازحين في مدينة مارب حول مائدة إفطار جماعية، في مبادرة شبابية تهدف إلى كسر العزلة وإعادة إحياء طقوس رمضانية افتقدوها بسبب الحرب والنزوح.
الفعالية، التي نظمها شباب متطوعون، جاءت استجابة لحاجة النازحين إلى التواصل واستعادة الروابط الاجتماعية التي تلاشت بفعل ظروف النزوح القاسية.
ومنذ لحظة غروب الشمس، امتلأت الساحة بالمشاركين الذين جاؤوا من مختلف المخيمات والمناطق، حاملين معهم ذكريات رمضانية من مدنهم وقراهم التي أجبروا على مغادرتها.
يقول أحد المنظمين: "هدفنا من هذا اللقاء ليس فقط تقديم وجبة إفطار، بل خلق مساحة يشعر فيها النازحون، خاصة الشباب، بأنهم جزء من مجتمع متماسك رغم الظروف."
النازحون بدورهم عبروا عن سعادتهم بهذه الفعالية، مؤكدين أن مثل هذه المبادرات تعيد لهم الإحساس بأجواء رمضان التي كانوا يعيشونها في منازلهم قبل الحرب. يقول محمد عبدالله، أحد المشاركين: "هذا الإفطار يعيد لنا ذكريات جلسات رمضان العائلية، كأننا في بيوتنا من جديد."
وشهد الإفطار أجواءً من التآلف والألفة، حيث تبادل الحاضرون الأحاديث والقصص عن رمضان في مناطقهم الأصلية، في مشهد يجسد قوة الإرادة على مواجهة تحديات النزوح، والسعي إلى الحفاظ على الروابط الاجتماعية رغم الشتات.
مثل هذه المبادرات الإنسانية تسلط الضوء على أهمية الدعم النفسي والاجتماعي للنازحين، وتبرز الدور الفاعل للشباب في تعزيز التضامن، وبث الأمل في نفوس من اضطروا للفرار من ديارهم، حاملين معهم ذكريات وأحلامًا لم يبددها النزوح.