يعد شهر رمضان المبارك من أبرك شهور العام، حيث تتجلى فيه قيم التراحم والتكافل الاجتماعي بين الناس، فتجد الجميع يتفقدون بعضهم، وتنتشر موائد الإفطار الجماعية في المساجد والساحات العامة والخاصة، تجمع الفقراء والمحتاجين على موائد الخير والبركة.
لكن ما يغفل عنه البعض، وتحديدًا في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي تمر بها البلاد، هو أن المواطن اليمني لا يواجه فقط شحّ الغذاء، بل يعاني أيضًا من تدهور الوضع الصحي والتغذوي. ومع ازدياد معدلات الفقر وانخفاض القدرة الشرائية، أصبحت موائد الإفطار الرمضانية طوق نجاة لكثير من الأسر التي تكافح لتأمين قوت يومها.
في محافظة المهرة، تلعب المبادرات الخيرية دورًا حيويًا في سد جزء من احتياجات المحتاجين، حيث تنظم الجمعيات والفرق التطوعية موائد الإفطار في عدة مناطق، وتحرص على توفير وجبات متكاملة للصائمين، لا سيما في الأحياء الفقيرة والمناطق الريفية.
وتؤكد تقارير محلية أن الإقبال على هذه الموائد ازداد بشكل ملحوظ هذا العام، مما يعكس حجم الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها شريحة واسعة من السكان.
ورغم الجهود المبذولة، لا تزال هناك تحديات تتطلب مزيدًا من الدعم والتنسيق لضمان استمرار هذه المبادرات طوال الشهر الفضيل، مع دعوات للمنظمات الإنسانية وأهل الخير إلى تعزيز دعمهم لهذه الفعاليات لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها.
في ظل هذه الظروف، تظل موائد الإفطار الرمضانية رمزًا للأخوة والتكافل الاجتماعي، لكنها في الوقت ذاته مؤشر على الحاجة الملحّة لحلول مستدامة تضمن تحسين الأوضاع المعيشية والصحية للمواطن اليمني على المدى الطويل.