مع حلول شهر رمضان المبارك، تستمر معاناة آلاف الأسر النازحة التي وجدت نفسها محرومة من دفء العائلة وراحة الديار، وسط أوضاع معيشية متدهورة ونقص حاد في الغذاء والمياه الصالحة للشرب والخدمات الأساسية. للعام السابع على التوالي، يواجه النازحون ظروفًا صعبة في المخيمات المؤقتة، حيث يعيشون في ملاجئ غير صالحة للسكن، تفتقر إلى الحد الأدنى من متطلبات الحياة الكريمة، مما يجعل من صيام الشهر الفضيل تحديًا قاسيًا في ظل هذه الظروف الإنسانية المتردية.
غياب الغذاء والمياه والخدمات الصحية يزيد المعاناة
تشكو الأسر النازحة من ندرة الغذاء، حيث تعاني المخيمات من نقص حاد في المواد التموينية الأساسية، إضافة إلى غياب الموارد الغذائية الكافية لتلبية احتياجات الصائمين. وبسبب ارتفاع الأسعار وضعف المساعدات الإنسانية، يجد الكثير من النازحين صعوبة في تأمين وجبات السحور والإفطار، مما يفاقم من معاناتهم اليومية.
كما تعاني المخيمات من نقص في المياه النظيفة، مما يزيد من مخاطر تفشي الأمراض والأوبئة، خاصة بين الأطفال وكبار السن الذين يعانون من سوء التغذية وضعف الرعاية الصحية. وقد أظهرت تقارير ميدانية أن المرافق الصحية في أغلب المخيمات تعاني من تدهور كبير، حيث تفتقر إلى الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية، في ظل غياب شبه تام للخدمات الصحية الطارئة.
مأوى غير مناسب وظروف مناخية قاسية
إلى جانب نقص الغذاء والخدمات، يعيش النازحون في مساكن بدائية مصنوعة من الخيام أو الأكواخ العشوائية، التي لا توفر الحماية الكافية من تقلبات الطقس. ففي بعض المناطق، تتعرض المخيمات لموجات برد قارس أو أمطار غزيرة، مما يؤدي إلى انهيار بعض الملاجئ وتضرر الممتلكات القليلة التي يمتلكها النازحون.
يقول أحد النازحين: "كل عام نأمل أن يكون رمضان أفضل، لكننا نصطدم بالواقع المرير. أطفالنا ينامون جائعين، ومساكننا لا تحمينا من البرد والمطر. نحتاج إلى مساعدة عاجلة قبل فوات الأوان."
مناشدات عاجلة للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية
أمام هذه الأوضاع المأساوية، وجّهت العائلات النازحة نداءات استغاثة عاجلة للجهات الإنسانية والحكومات والمنظمات الدولية، مطالبةً بتكثيف الجهود الإغاثية وتقديم الدعم الفوري. وتطالب المنظمات الإنسانية بتوفير المواد الغذائية الأساسية، والمياه النظيفة، والمساعدات الطبية، إضافة إلى تحسين أوضاع الملاجئ وتوفير سكن أكثر استدامة يحفظ كرامة النازحين.
في هذا السياق، أكد أحد العاملين في المجال الإغاثي أن الاحتياجات الإنسانية في المخيمات تتزايد بشكل خطير مع مرور الوقت، مشيرًا إلى أن نقص التمويل الإنساني يشكل عقبة كبيرة أمام تلبية الاحتياجات الضرورية. وأضاف: "نحن بحاجة إلى دعم مستمر، فالمساعدات الحالية لا تكفي، وهناك آلاف العائلات التي تعيش تحت خط الفقر المدقع."
دعوات لتحرك سريع قبل تفاقم الأزمة
مع استمرار النزوح للعام السابع على التوالي، يطالب ناشطون في مجال حقوق الإنسان بتحرك سريع من قبل الحكومات والمنظمات الدولية لتخفيف معاناة الأسر النازحة، خاصة خلال شهر رمضان الذي يتطلب توفير الاحتياجات الأساسية للصائمين.
ويأمل النازحون في استجابة عاجلة تعيد لهم بعضًا من الأمل في حياة كريمة، بعيدًا عن شبح الجوع والتشرد، ليتمكنوا من استقبال الشهر الفضيل بكرامة وأمان، وسط تضامن دولي حقيقي يعيد إليهم أبسط حقوقهم الإنسانية.