مع دخول شهر رمضان المبارك، تتزايد معاناة المواطنين في حضرموت بسبب موجة الغلاء التي طالت حتى أبسط الاحتياجات اليومية، حيث أصبح شراء قوالب الثلج عبئًا إضافيًا على الأسر، في ظل ارتفاع الأسعار وانقطاع التيار الكهربائي الذي جعل الحصول على ماء بارد أمرًا صعبًا، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة.
الثلج يتحول إلى سلعة نادرة مع استمرار أزمة الكهرباء
يعتمد المواطنون بشكل أساسي على الثلج لتبريد مياه الشرب، خصوصًا في المناطق التي تعاني من انقطاع متكرر للتيار الكهربائي، حيث بات من المستحيل تشغيل الثلاجات وحفظ المياه باردة لفترات طويلة. ومع ارتفاع الطلب على قوالب الثلج خلال رمضان، قفزت الأسعار بشكل كبير، ما أثار استياء الأهالي الذين يجدون أنفسهم بين معاناة الغلاء وانعدام الكهرباء.
يقول أحد المواطنين: "مع انقطاع الكهرباء، لا يمكننا الاحتفاظ بالمياه باردة، والثلج أصبح باهظ الثمن، كيف لنا أن نوفره يوميًا ونحن بالكاد نغطي احتياجاتنا الأساسية؟"
المبادرات الخيرية.. بصيص أمل وسط الأزمة
أمام هذه المعاناة، نشطت في الأيام الأخيرة مبادرات خيرية تهدف إلى تخفيف الضغط عن المواطنين، حيث قامت بعض الجمعيات وأصحاب الخير بتوزيع قوالب الثلج مجانًا على الأسر الأكثر احتياجًا، في محاولة لضمان حصول الجميع على شربة ماء باردة عند الإفطار، دون تحميلهم أعباء إضافية.
يؤكد أحد منظمي هذه المبادرات: "شعرنا بحجم المعاناة، فقررنا توفير الثلج مجانًا للصائمين، خاصة في الأحياء الفقيرة التي تعاني أكثر من غيرها بسبب انقطاع الكهرباء."
مطالبات بالتدخل العاجل لحل أزمة الكهرباء وخفض الأسعار
مع استمرار الأزمة، يطالب المواطنون السلطات المحلية باتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين خدمة الكهرباء، أو دعم مصانع الثلج لخفض الأسعار وضمان توفره بأسعار معقولة خلال الشهر الكريم. كما يناشدون المنظمات الإنسانية والتجار بتوسيع المبادرات الخيرية لضمان استفادة أكبر عدد من المحتاجين.
رمضان بين المعاناة والتكافل
رغم الظروف الصعبة، أثبتت مبادرات الخير أن التكافل الاجتماعي لا يزال حاضرًا بقوة في حضرموت، حيث يتكاتف الجميع لمساعدة المحتاجين. ومع استمرار ارتفاع الأسعار وانقطاع الكهرباء، يبقى الأمل في حلول جذرية تضمن حياة كريمة للمواطنين، خصوصًا في أوقات الحاجة مثل شهر رمضان المبارك.