كشفت مجلة "ذا ماريتايم إكزيكيوتيف" (الهيئة البحرية التنفيذية) ومقرّها الولايات المتحدة الأمريكية، أن البحرية الإيرانية النظامية انسحبت من منطقة البحر الأحمر وخليج عدن، مع وجود مجموعتين من حاملات الطائرات الأمريكية تعملان الآن في المنطقة.
وتشنّ الولايات المتحدة منذ منتصف مارس، غارات جوية متعددة واسعة النطاق على أهداف للحوثيين في اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء ومدينة الحديدة الساحلية ومحافظة صعدة (معقل الحوثيين في شمال البلاد)، رداً على مواصلة جماعة الحوثيين خطابها التصعيدي وهجماتها التي تستهدف السفن التجارية في البحر الأحمر والأراضي الإسرائيلية، على خلفية الصراع الدائر في الشرق الأوسط.
وقالت المجلة المطبوعة والرقمية المتخصصة في مجال النقل البحري إن السفينة الإيرانية "نيداجا" والقطع المرافقة لها انسحبت من مياه البحر الأحمر وخليج عدن، وهي التي حافظت على وجودها المستمر في المنطقة منذ عام ٢٠٠٨.
وأشارت إلى أن الحوثيين اعتمدوا على السفينة وسفن بحرية الحرس الثوري الإيراني لتوفير المعلومات الاستخبارية لدعم حملتهم ضد السفن التجارية في البحرين الأحمر والعربي.
وأضافت: "يبدو أن نيداجا انسحبت في وقت بلغت فيه حاجة الحوثيين للدعم ذروتها، في ظل الغارات الجوية التي شنتها مجموعتا السفن الحربية الأمريكيتان".
ويتضمن جزء أساسي من النهج الأمريكي تجاه الحوثيين تحميل إيران المسؤولية المباشرة عن الدعم الذي تقدمه للجماعة، كجزء من استراتيجية أوسع نطاقًا لزيادة الضغط على طهران.
وفي منشور على منصة "تروث سوشيال "، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن أي هجوم من جانب الحوثيين سيعتبر هجومًا من إيران، وأن الولايات المتحدة ستحملها المسؤولية، في وقت تضغط فيه الولايات المتحدة على طهران بشأن برنامجها النووي.
وذكرت المجلة الأمريكية أنه لم يبلّغ عن وجود سفن "نيداجا" في البحر الأحمر أو خليج عدن منذ عدة أشهر، لذا يبدو أنه بعد انتشار أكثر من 80 أسطولًا متتاليًا في المنطقة، انسحبت "نيداجا" من وجودها مؤقتًا على الأقل. ولم يشاهد الأسطول رقم 101 التابع لـ "نيداجا" في المنطقة.
وقالت: "لو نجحت نيداجا بذكاء في التهرب من المراقبة، لما كان لها أن تفعل ذلك إلا بالانسحاب من الممرات الملاحية التي كانت حتى ذلك الحين من مسؤوليتها القيام بدوريات فيها، أو بإعادة تصميم استراتيجية وجودها".
وتدعم فرضية انسحاب السفينة "نيداجا" الأعداد الأعلى من المعتاد للفرقاطات وسفن الدعم التي شوهدت في الأشهر الأخيرة إلى جانب ترسانة بناء السفن البحرية في بندر عباس، إذ لا وجود لأساطيل بعيدة المدى خارج المياه الإقليمية الإيرانية.
وعادةً ما كانت عمليات الانتشار تتألف من فرقاطة من طراز "موج" أو "باياندور"، مدعومة بسفينة لوجستية من طراز "بندر عباس"، أو سفينة إنزال من طراز "هنغهام" تعمل في مجال اللوجستيات. وكانت عمليات الانتشار تستغرق عادةً ٩٠ يومًا، وأحيانًا أقصر أو أطول، وغالبًا ما كانت تتضمن زيارة ميناء صلالة في طريق العودة.
وتؤكد الأمم المتحدة أن اليمن يواجه تحديات هائلة على الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية.
ويساهم تجدد الأعمال العدائية- بما في ذلك تصعيد الحملة الأمريكية ضد الحوثيين، وتهديدات الحوثيين في البحر الأحمر، وهجماتهم على إسرائيل- في استمرار غياب التقدم نحو حل سياسي يمني داخلي، وتدهور البيئة الأمنية والإنسانية في البلاد، ودفع آفاق السلام بشكل عام بعيدًا عن مسارها.