محلي

دلالات اعتقال قياديين موالين للحوثي في المناطق المحررة أثناء محاولتهما السفر للخارج

اليمن اليوم - خاص:

|
قبل 2 ساعة و 43 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

ما إن اعتقلت مناطق الشرعية قياديين محسوبين على الحوثيين في منفذ صرفيت المهرة ومطار عدن أثناء محاولة السفر للخارج حتى حركت العصابة الحوثية أبواقها وترسانتها الإعلامية لإدانة الاعتقال بوصفه يتنافى مع القوانين والمواثيق الدولية، متناسية أنها هي أول منتهك لكل القوانين والمواثيق، واكبر متسبب في تمزيق اليمن وتشريد اليمنيين بين سلطتين متنافرتين، وبراميل حدودية، وحرمانهم حتى من حق السفر وحرية التنقل!

إلى أين تمضي العصابة الحوثية باليمن؟؟ سؤال خانق يتردد صداه وجعاً في أرجاء اليمن كله من صنعاء إلى عدن، ومن صعدة إلى المهرة، خاصة بعد انتشار أنباء عن اعتقال شخصيتين بارزتين مواليتين للحوثي أثناء محاولتهما السفر إلى دول مجاورة عبر مناطق الحكومة الشرعية، أحدهما الشيخ الزايدي- احتُجز في منفذ صرفيت بمحافظة المهرة كان متجها إلى عُمان، والآخر الوزير هشام شرف احتجز في مطار عدن كان متجها إلى إثيوبيا.. ما دفع العصابة الحوثية إلى تحريك أبواقها وترسانتها الإعلامية لإدانة الاعتقال، بوصفه يتنافى مع القوانين والمواثيق الدولية الكافلة لحرية السفر والتنقل وفق احدهم.. فيما مصدر في خارجية المليشيا اعتبر الاعتقال يكشف حقيقة من يتشدقون بتمثيل اليمن الواحد ويؤكد بأنهم مجرد عصابات وقطاع طرق- حد هرجه.. داعيا المنظمات الحقوقية إلى إدانة هذا السلوك.. ليعقبه مصدر حوثي آخر زعم أن سلطات الشرعية أقدموا خلال السنوات العشر الماضية على اعتقال العشرات من المواطنين أثناء سفرهم عبر المحافظات المحتلة (أي المحررة) بسبب إغلاق مطار صنعاء الدولي. متهما السلطات الأمنية في المحافظات المحررة بـزج المسافرين في السجون وارتكاب أبشع الجرائم بحقهم؛ في انتهاك صارخ لكل المبادئ الدينية والأعراف القبلية والاجتماعية!!

رغم رفض اليمنيين عموما لتسييس المطارات والموانئ وتنقلات المواطنين إلا أن العصابة الحوثية تتقن التنصل من جرائمها المدمرة، وتتناسى تماما أن اليمن حاليا بلد ممزق تتقاسمه قوى متصارعة، لها نصيبها من مناطقه وللحوثيين نصيبهم، وحتى اللحظة لم تسأل نفسها: من السبب في هذا التمزق والتشظي؟

مراقبون يرون أن ما حدث من اعتقال يثبت أن العصابة الحوثية لم يعد لديها القدرة على إتاحة السفر لليمنيين من مطار صنعاء جوا أو ميناء الحديدة بحرا أو حرض براً، بعدما عزلت مناطق سطوتها عن العالم، ولم يعد أمام المسافرين المحسوبين عليها إلا التوجه لمناطق الشرعية المحررة، كمطار عدن أو منفذ صرفيت بالمهرة أو غيرهما.

فيما مواطنون غاضبون ابدوا استغرابهم لانزعاج المليشيا من اعتقالات طبيعية كهذه، مذكرين الحوثي بالقول: انت في عزلة مطبقة، محاصر داخليا وإقليميا ودوليا، برّك وبحرك وجوك محاصر، ولا يعترف بك احد.. مطاراتك مدمرة وطائراتك محترقة وموانئك نسفت نسفا.. حتى إسرائيل أدخلتها انت على الخط لتدمر ما تبقى من مقدرات البلد.. ما شكّل ضربة أمنية مؤلمة؛ وكشف عمق الأزمة اللوجستية الخانقة التي تمر بها الجماعة- فعلى أي جانبيك تميلُ؟.. ويستمر التساؤل: ألست انت من اخترت هذا الطريق، وأوصلت الناس إلى هذا الوجع، وأبيت إلا أن تتسبب في تقييد حرياتهم وحرمانهم من حقوقهم؟ وانت لا سواك من تسبب في تدمير بلد، وإنهاك شعب، وإسقاط دولة جامعة، ليصل الناس إلى منحدر سحيق كهذا؛ يمنع فيه اليمني أخاه؛ حتى من حرية السفر!

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية