محلي

في يوليو التغيير والتذكير " الأوطان لا تُبنى بالشعارات "

نوح إدريس

|
قبل 9 ساعة و 19 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

يسجل العام 1978م ولادة مرحلة جديدة في تاريخ اليمن . في السابع عشر من يوليو أقر مجلس الشعب انتخاب المقدم علي عبدالله صالح رحمة الله عليه رئيسا للجمهورية العربية اليمنية .

يوم من التاريخ.. ما قبله  ليس كما بعده في كل شيء .. إذ بدأ واقعا مغايرا مكن من تحول كبرى الوعود واحلام الشعب المرتقبة لعقود إلى حقيقة ملموسة .
عقب قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م  و 14 أكتوبر1963م شهد اليمن  العديد من الصراعات والتوترات والانقلابات .
بلغت الذروة في العامين الأخيرين ليوليو، في أكتوبر 1977م اغتيل الرئيس إبراهيم الحمدي. 
في يونيو 1978م تم اغتيال الرئيس أحمد الغشمي في صنعاء والرئيس سالم ربيع علي في عدن .
جعلت سلسلة الحوادث الدامية من الرئاسة المنصب الأخطر في الشمال . 
كثيرون وصفوه بالمقصلة وفخ الموت السريع . 
وكثيرون هم الذين تهربوا من تحمل المسؤولية بما في ذلك أعضاء مجلس الرئاسة المؤقت.
ظلت موجة الاتهامات والتوترات على خلفية تصفية الغشمي وسالمين تتصاعد بين الشمال والجنوب لتنذر بانفجار حرب بينهما. 
بعد 21 يوما من محاولة شغر الفراغ وقع اختيار مجلس الشعب على الرائد علي عبدالله صالح أصغر الأعضاء سنا لتولي رئاسة الجمهورية العربية اليمنية  .
صبيحة السابع عشر من يوليو 1978م قال الرئيس علي عبدالله صالح رحمة الله عليه كلمته أمام الشعب وأدى اليمين الدستورية . أثبتت الأيام خلال فترة حكمه صدق الوفاء بكل ما وعد به .
31 عاما عرف فيها اليمن مراحل الانتقال من إنجاز مهم إلى إنجازات أكثر أهمية شملت مختلف المجالات .. شهدتها وتشهد عليها كافة محافظات ومدن ومديريات وقرى وجبال وسهول ووديان  الوطن .
تبقى كلمة السر أن الشهيد علي عبدالله صالح رحمة الله عليه لم يركن إلى فئة محددة ولم يعتمد على جماعة معينة في تنفيذ رؤيته للدولة المنشودة. 
حرص منذ اليوم الأول لتوليه الحكم أن يشاركه جميع أبناء اليمن في صناعة القرار عبر الحوار والاستفتاء والانتخابات .
وهكذا خلال خلال ثلاثة عقود شارك كل اليمنيين
في بناء الصورة الكاملة واللائقة بالجمهورية  اليمنية .
كل ما أنجز كان استجابة لتطلعاتهم وتحقيقا لإرادتهم وخياراتهم للعيش في ظل دولة الجمهورية والوحدة والأمن والأمان والحرية والديمقراطية والتنمية والسلام . 
ونحن على أعتاب الذكرى الـ 47 ليوم السابع عشر من يوليو 1978م تبقى أهم الدروس المستفادة إدراك الشعب مدى صعوبة البناء وسهولة الهدم !
تجارب السنوات الاخيرة علمت اليمنيين الفرق بين من يحكم ويتجه لعملية البناء لأجل الوطن..وبين من يستولي على الحكم ويتجه للهدم من أجل الهدم !.
وفي ذكرى يوليو للعام 2025م كثيرون هم الذين لا يزالون يستحضرون كلمة الشهيد علي عبدالله صالح رحمة الله عليه في أول الاحتفالات الوطنية بإعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة حين قال " إن الأوطان والمجتمعات لا تبنى بالأماني والشعارات الجوفاء أو الانشداد إلى الماضي ولكن تعمر بالجهود المخلصة التي يبذلها أبناؤها في مختلف حقول العمل والإنتاج ".

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية