يصادف الثاني من ديسمبر من كل عام، الذكرى الثامنة لـ "ثورة الثاني من ديسمبر" ، التي مثلت لحظة فارقة في الصراع اليمني، حيث تحولت إلى مواجهة حتمية بين التيار الجمهوري بقيادة الزعيم علي عبدالله صالح والمشروع "الكهنوتي الإمامي" الذي تقوده الميليشيا الحوثية.
هذا الحدث، لم يكن مجرد اشتباك عابر، بل كان إعلاناً صريحاً لانطلاق شرارة مقاومة داخلية مسلحة ضد الكهنوت من قلب العاصمة صنعاء.
صبيحة الثاني من ديسمبر وجه الزعيم السابق علي عبدالله صالح كلمة دعا فيها الشعب اليمني إلى "الهبَّة والدفاع عن الثورة والجمهورية والوحدة والحرية" ضد الميليشيا، واصفاً ما يجري بأنه دفاع عن الدولة من مشروع يريد تمزيقها والعودة بها إلى ما قبل ثورتي سبتمبر وأكتوبر.
هذا النداء مثل إعلاناً رسمياً للمواجهة، حيث قاد الزعيم صالح حركة الانتفاضة التي هدفت إلى استعادة صنعاء من الداخل وإنهاء سيطرة الميليشيا عليها.
قدم الزعيم والأمين العام تضحية جسيمة من أجل اليمن فبعد أيام قليلة من القتال العنيف الذي دار في شوارع صنعاء، استشهد الزعيم علي عبدالله صالح ورفيق دربه الأمين عارف الزوكا وتحديدا في الرابع من ديسمبر، وهي اللحظة التي شكلت صدمة مدوية على الساحة اليمنية والإقليمية.
كان موقف الزعيم وتضحيته بمثابة "إعادة رسم لخارطة السياسة والحرب"، وإعلان "معمد بالدم عن تأسيس مرحلة جديدة من النضال الجمهوري".
لقد اختار الزعيم طريق المواجهة النهائية والدفاع عن مبادئ الجمهورية، ليغادر الحياة كـ "زعيم شهيد" في أعين اليمنيين والشهيد عارف عوض الزوكا الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام، الذي لازم الزعيم حتى اللحظة الأخيرة، كان مثالاً للشجاعة والوفاء للمبادئ الجمهورية ولقيادة حزبه.
تضحية الأمين، جنباً إلى جنب مع الزعيم، أكدت أن الانتفاضة كانت تمثل قراراً قيادياً موحداً لوقف المد الكهنوتي في العاصمة وسائر محافظات الجمهورية اليمنية.
التضحية التي قدمها القائدان، كانت، بداية مرحلة جديدة من الاصطفاف الجمهوري وبمثابة قاعدة لتحالف جمهوري بهدف استعادة الدولة.