كانت آخر البدع الحوثية لفرض الولاء على الشعب اليمني، إصدار ما عرف بـ"مدونة السلوك الوظيفي"، والتي أثارت ردود أفعال واسعة في الأوساط اليمنية .
وعندما أثارت المدونة حالة من الجدل ورفضها كثير من اليمنيين، لأنها محاولة لفرض فقه الجماعة وأفكارها على المجتمع ونسف لمبدأ التنوع الديني والثقافي، اعتبر وزير الإعلام الحوثي ضيف الله الشامي أن من يعارضون الوثيقة يعارضون الله.
وتطالب المدونة جميع العاملين بـ"حمل الروح الثورية والمشاركة في إحياء المناسبات والاحتفالات والمسيرات الدينية والوطنية"، وهو ما يعني إخضاع الموظفين إلى الإيمان بمبدأ الولاية للإمام الزيدي، والمشاركة في الدورات والاحتفالات والمسيرات الثقافية والدينية للحوثيين.
وتنص المدونة على حظر تواصل الموظفين مع وسائل الإعلام التي تعتبرها "معادية ومشبوهة"، أو نشر "أي إشكاليات إدارية وعملية أو بيانات ومواد على وسائل التواصل الاجتماعي".
وتفرض المدونة على جميع الموظفين في المؤسسات الخاضعة لسيطرة الحوثيين توقيع تعهد بالتزامها، على أن يحفظ هذا التعهد في الملف الوظيفي. ويعد التوقيع عليه شرطاً لبقاء أي شخص في وظيفته.
وتثبت المدونة أن الجماعة التي سيطرت على معظم محافظات شمال اليمن ماضية في جر البلاد إلى عصور ما قبل الحداثة، لتستأنف ما قطعته ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، وتعيد الحكم الإمامي المذهبي الذي أغرق اليمن لقرون طويلة في غياهب التخلف والفقر.