آراء

المطالبة بصرف المرتبات تكشف الميليشيا على حقيقتها وتفضح زيف شعاراتها

شهاب السماوي

|
11:27 2023/09/09
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

أسقطت الأصوات المطالبة بصرف المرتبات أقنعة الزيف واحرقت شموس أيام الهدنة كل الشعارات وها هو الشعب الذي حولت جماعة الحوثي معاناته إلى ورقة للمزايدة، يخرج عن صمته ويكشف المليشيا على حقيقتها ويفضح فسادها ونهبها للمال العام واستيلائها على إيرادات الدولة ويضعها أمام خيارات واقعٍ جديدٍ لا يمكنها الفرار منه أو احتوائه بمغالطاتها ومبرراتها وأكاذيبها التي اعتمدت عليها في التهرب من تحمل المسئولية طيلة ثمان سنوات.

مليشيا الحوثي المدعومة من إيران حولت معاناة الشعب اليمني ومآسيه الناجمة عن الحرب وسياسات التجويع التي تنفذها ضده، إلى ورقة تتفنن في استغلالها واستثمارها سياسياً واعلامياً واقتصادياً منذ أكثر من ثمان سنوات، وتعتمد عليها ليس لكسب تعاطف الرأي العام المحلي والدولي فحسب، وإنما لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية تخدم أهدافها وتعزز حضورها وتدعم ما تطرحه على طاولة المفاوضات كممثل للشعب اليمني حسب مزاعمها.

جماعة الحوثي التي تدعي أنها تحارب دفاعا عن الشعب اليمني وأنها تسعى من خلال اتجاهها نحو التصعيد العسكري، لإجبار دول التحالف والمجتمع الدولي على رفع الحصار لتتمكن من صرف المرتبات للموظفين وتحسين الوضع المعيشي لليمنيين، سرعان ما كشف تعنتها واصرارها على عدم صرف المرتبات زيف ما يتم التسويق له وأثبت أن الجماعة لا تهدد أحداً وإنما تهدد باستهداف اليمنيين وتضييق الخناق عليهم ومن ثم اتهام القوى الدولية بصنع مأساتهم إن لم يتم الرضوخ لمطالبها واشتراطاتها.

وإذا ما راجعنا ما شهدته اليمن من أحداث خلال سنوات الحرب فسنجد أن جماعة الحوثي بنت استراتيجيتها في شرعنة انقلابها على الدولة ونهبها وسيطرتها على المؤسسات على استثمار أخطاء الحرب منذ اليوم الأول لانطلاق العملية العسكرية في اليمن، والتي سرعان ما صورتها الجماعة على انها حرب عدوانية تستهدف الشعب اليمني، واستغلت ما خلفته كارثية الهيكلة من اضعافٍ للجيش وتدمير للمؤسسة العسكرية لتمنح المشروعية لمليشياتها في الاستيلاء على أسلحة الجيش والأرصدة المالية للدولة باعتبارها المدافع الوحيد عن الشعب اليمني.

وفي الوقت الذي ارتفع سقف آمال اليمنيين ورأوا في الحرب محطة مهمة لاستعادة الدولة ووضع حدٍ للصراعات والفوضى وعودة الأمن والاستقرار، إلا إن طول أمد الحرب واتساع دائرتها وتمددها على كامل الخارطة اليمنية بدد آمال اليمنيين وجعل معركة استعادة الدولة والانتصار للمشروع الوطني أمراً مستحيلاً وقراراً يخضع لأجندات اقليمية ودولية تاهت الشرعية في سيناريوهات معاركها التي اتجهت لمصلحة الجماعة الحوثية التي استغلت عملياتها العسكرية واستثمار ما خلفته من مآسي إنسانية لبناء دولتها المليشاوية وبسط نفوذها في المناطق التي تسيطر عليها.

اليوم وفي ظل ما تشهده الساحة اليمنية من حراك شعبي، تتجلى الكثير من الحقائق التي تؤكد أن الانتصار على جماعة الحوثي ومواجهة مشروعها الطائفي لا يحتاج لأكثر من توقف الحرب لتسقط عنها عباءة الدين والوطنية وأقنعة الزيف التي تخفي تحتها قبح سياساتها ومشاريعها وتتكشف حقيقتها للشعب اليمني الذي ظلت تتعامل معه كورقة على طاولة القمار السياسي ومورد لثراء مليشياتها وتنظر إليه بدونية دون اكتراث بما خلفته سياساتها من انهيار كارثيٍ للوضع المعيشي وتسببها في صنع أكبر مأساة عرفها العالم.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية