آراء

لا يحبون النبي بل يستغلونه..!!

جميل العمراني

|
08:30 2023/09/09
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

توظيف الدين والمقدسات والشخوص والنصوص الدينية، أكثر شيء تحترفه الجماعات الدينية في محاولة تحقيق مآربها الوصولية والنفعية، يحدث ذلك في كل المجتمعات ومختلف الثقافات، ويحصل من نواتجها ظلم لا حدود له للبشر يصل بهذه الجماعات إلى التعذيب والتهجير وإراقة الدماء والتصفيات أيضاً، وتكثر هذه الحالات إلى أضعافها حين يتعلق الأمر بمآرب سياسية واستيلاء على سلطة أو حكم في مجتمع ما أو بلد ما كما حدث ويحدث في اليمن مع جماعة الحوثي الإرهابية ومعها ومن قبلها مليشيات أخرى كانت وما تزال ترى في السلطة مغنماً من حقها الوصول إليه في ظل ما تعيشه البلاد من حال فوضوي..

ومن الطبيعي أن عدم الاستقرار السياسي وانهيار الدولة ونظمها وموسساتها هو البيئة المناسبة لظهور هذه الجماعات والمليشيات، وهو ما يحدث الآن في اليمن الذي لم يعد شعبه يدري ما يمكنه أن يعاني في هذا الواقع المر الذي يعيشه مرغماً، وكأنه واحد من أصعب الامتحانات  وأبشع الأقدار الحتمية التي لا مفر منها، غير خوضها واحتمال أحوالها ونتائجها أياً كانت..!!

وبالعودة إلى استغلال الدين ومحاولة توظيفه توظيفاً نفعياً، لا تتردد هذه الجماعات والعصابات وعلى رأسها هنا في اليمن مليشيا الحوثي الإرهابية والانقلابية، عن اللجوء للدين باعتباره فاعلاً قيمياً أساسياً في مجتمع محافظ كالمجتمع اليمني.. توظيف استغلالي بشع ولا يهم إن كلف العبث بجوهر الدين نفسه ومحتواه من أجل تحقيق تلك الغايات النفعية، وهو ما يحدث بالفعل، فكثيرة هي المسلمات والحقائق الجمعية التي عايشها المسلمون لأكثر من أربعة عشر قرناً، تعرضت وتتعرض اليوم للتحوير والتغيير والتشكيك والمخالفة بهدف خدمة ومنفعة هذه الجماعة المارقة والإرهابية..

الآن وفي هذه الأيام تحديداً تجهد الجماعة الإرهابية بشكل مبكر ومكثف لاستغلال مناسبة الميلاد النبوي ليس لغاية واحدة وحسب وإنما لغايات عدة منها محاولة الإقناع بالانتماء المشكوك فيه بشكل كبير للنبي الأكرم عليه الصلاة والسلام، واستخدام المناسبة للكيد السياسي مع الخصوم، ثم وهو الأمر الذي يشكل لدي الجماعة هدفاً أساسياً والمتمثل في تحقيق عوائد مادية ضخمة ومهولة للجماع..!! فحتى هذه المناسبة التي يفترض أن تكون مبجلة ونزيهة نزاهة المحتفى به النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لم ولا تسلم من الاستغلال المادي وتحصيل الأموال وجبايتها، من شعب لم يعد يحتمل أدنى عبء يضاف للأعباء التي يعانيها..!!

استغلال بشع وقذر ينضاف لطرق ووسائل الانتهازية والاستغلال المادي الذي يتعرض له اليمنيون منذ تسع سنوات تحت قهر وغلبة هذه السلطة الجائرة، التي لا تعطي بالاً لأي حال وصل إليه الناس، ولا تترك مناسبة أو حدثاً دون أن تستغله، بل إنها أصبحت تبرع في ابتكار المناسبات والظروف والمسميات التي من الممكن أن تكون سبباً أو مبرراً لنهب الشعب وإنهاكه وتدمير فرصه في البقاء والحياة واستمرار العيش بأدنى حد من الكرامة..!!

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية