الحوثي لايمكن أن يعيش ويتنفس خارج الحرب ، هو يستدعيها دوماً كلما ضاق الخناق من حوله، وكلما لاحت بوادر الضيق الاجتماعي وتضاعفت مصاعب الحياة للمواطنين الواقعين تحت سيطرته ، يعرف جيداً أنه جماعة بلا مشروع إدارة دولة وأن المنجا الوحيد له هو في شد العصب ، وعسكرة الحياة وصناعة خطر حقيقي أو من العدم، الأول في تعظيم الخطر ،والثاني في إبقائه فزاعة وخيال مآته، يخيف به الناس فيما هو جسم ميت غير قابل للإيذاء والحركة.
المشاط لمواجهة المطالب في الراتب ورفض تغول مليشياته في حياة الناس والفضاء العام ،يوجه بطاقة دعوى لرد الفعل بالحديث عن قدرة صاروخية تنطلق من أي مكان في اليمن ، قدرة لم يختبرها الجوار، وصواريخ بحرية ستزلزل الإمريكان ، وبخطاب تصعيد كهذا يدرك الفاعلون بأنه هذيان موجه للداخل ، ومحاولة للهروب إلى الأمام من استحقاقات تضعه وجهاً لوجه أمام الشعب ،كجماعة تحارب وتقتات من التخويف بالحرب ، ولكنها لا تملك مقومات بناء وإدارة دولة.
من غير الحرب التي سوقته خلال تسع سنوات، كسلطة إكراه وحكم أمر واقع مكروه ، هو حفرة تبتلع الموارد وتقتسم اليمن في ما بين طائفتها ، ومع ذلك يبقى الحوثي عصابة بقليل من النضال السياسي المطلبي الحقوقي يتداعى كنمر من قش .
نقطة ضعف عدوك قيمة مضافة لك.
ما يهز مضاجع سلطة الحوثي، الخوف من أن يتحول التململ الشعبي، المناهض لسياسة التجويع والإفقار إلى طوفان.
انعدام الخبز يقوض عروش ظلم ويسقط جبروت الطغاة، ولا مجال هنا لحسابات البطش والقوة.
الحوثي يستنسخ إمامية أجداده في إدارة الحكم بالتجويع والتجهيل والترويع.
ومع أنه تم قبر الأئمة جراء هذه السياسة، إلا أن الحوثي يحفر قبره بيده ويدق المسامير في نعشه ولا يتعلم .