شهدت أغلب المحافظات اليمنية في الأيام القليلة الماضية، انتشاراً مخيفاً ومقلقاً للأوبئة والأمراض، تنوعت بين حمى الضنك والدفتيريا والحصبة والكوليرا والملاريا، والمستشفيات تسجل حالات إصابة يومية، بالمقابل فهناك غياب تام للجهات المختصة، سواءاً تلك التي في مناطق سطوة الحوثيين أو الحكومة الشرعية.
مصادر طبية في صنعاء وعدن أفادت اليمن اليوم، إن المستشفيات تستقبل يومياً حالات إصابة بعدة أوبئة، أغلبها وباء الكوليرا الذي أجتاح أغلب المحافظات اليمنية، وشكل انتشاره خطراً حقيقياَ يهدد حياة المواطنين، خصوصاً الأطفال تحت سن الخامسة، وبعض المستشفيات ترفض إستقبال حالات الإصابة بتلك الأوبئة والأمراض.
ففي صنعاء، أكدت مصادر طبية، أن عدد الإصابات بوباء الكوليرا، منذ بداية شهر رمضان المبارك، بلغت 23.30 حالة إصابة بالكوليرا، ومن بينها عدد 13 حالة وفاة، أغلب حالات الإصابة في محافظات صنعاء والأمانة وإب وذمار وتعز، فيما بلغ عدد حالات الإصابة بالحصبة 19.98 حالة إصابة، أغلبها في محافظات حجة والحديدة وصعدة.
إضافة إلى ذلك، فإنه تم تسجيل 607 حالة إصابة بالدفتيريا في مختلف المحافظات اليمنية الخاضعة لسطوة الحوثيين، وبالنسبة للملاريا وحمى الضنك فقد بدأ بالانتشار منذ منتصف الأسبوع الماضي في محافظات حجة والحديدة وتعز ومناطق في مأرب.
وفي عدن قالت مصادر طبية، أن عدد من المستشفيات في عدن وتعز وأبين ولحج ومأرب وشبوة والضالع، تستقبل حالات إصابة منوعة بالأوبئة والأمراض التي انتشرت خلال الآونة الأخيرة، إلا أن أغلبها إصابة هي بوباء الكوليرا، وأنه تم تسجيل أكثر من 1.250 حالة إصابة بهذا الوباء، وهذا العدد مرشح للتزايد، نظراً لاستمرار إستقبال حالات إصابة.
وقد تم تسجيل 357 حالة إصابة منذ بداية شهر رمضان المبارك في محافظة تعز، من بينها 60 حالة إصابة خلال الأيام القليلة الماضية، وحالتي وفاة مرتبطة بالمرض، فيما تم تسجيل 145 حالة إصابة بالكوليرا في محافظة لحج، وبقية الأعداد توزعت على بقية المحافظات اليمنية المحررة.
كما شهدت عدد من المحافظات المحررة، تسجيل حالات إصابات عدة بحمى الضنك والملاريا والدفتيريا والحصبة، أكثر الإصابات بحمى الضنك والملاريا بالمحافظات المحررة هي في عدن وأبين وشبوة، أما الحصبة فهي أكثر ظهوراً في محافظة شبوة، وأختلفت أعداد الإصابات في بقية المحافظات.
ومع الإنتشار لتلك الأوبئة والأمراض، فإنها مقلقة إلى حد كبير، والمقلق أكثر هو غياب الجهات المختصة عن الواقع، وعن القيام بمهامها لمواجهة أضرار وخطر تفشي تلك الأوبئة والأمراض، وإيجاد الحلول المناسبة لمنع انتشارها، والتي عادة ما تنتشر نتيجة الحفريات التي تمتلئ بمياة الأمطار وانتشار القمامة وغيرها من الأسباب.