محلي

حال المواطن اليمني اليوم.. ظلم الانقلاب وخذلان خصومه..!!

وسام عبدالقوي

|
12:24 2024/11/17
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

لم تكتفِ ولا تكتفي جماعة الحوثي الانقلابية باختراق مؤسسات الدولة والسيطرة عليها، وإخضاعها وتسيير أنشطتها بما يخدم الجماعة المنقلبة وتوجهاتها، وإحكام قبضتها على الدولة ومؤسساتها وحسب، بل تجاوزت ذلك بكثير وكثير جداً، وصولاً للسيطرة على مختلف القطاعات والمؤسسات والممتلكات والفعاليات والمناسبات العامة والخاصة أيضاً، ليصبح لها ارتباط بكل تفاصيل ومجريات الحياة الخاصة بكل المواطنين، الذي يقطنون في مناطق نفوذها وسلطتها.. لقد أصبحت الجماعة الإرهابية تتوغل حتى بداخل البشر وتحتل أفكارهم، وتتصرف في مشاعرهم ومواقفهم أيضاً..!!

لم تكتفِ المليشيا الإرهابية بسيطرتها المطلقة على الاقتصاد والأمن والتعليم والصحة، وغيرها من القطاعات الحكومية التي حولتها من خدمات إلزامية تقدمها الحكومة للمواطنين، إلى مصادر تمويل وتعزيز لقوتها الانقلابية، ولا بسيطرتها المطلقة على قطاع التعليم، الذي حولته إلى جانب كونه مصدر دخل مدرّ، إلى مسرح جريمة تمارس فيه أفظع الجرائم من تدمير متعمد في مستويات التحصيل العلمي، إلى العبث في مناهجه، وتسميمها بأفكار شاذة ومغالطات تاريخية، ثم إلى التأثير المباشر على الناشئة واستمالتهم وتجنيدهم لصالح المشروع الانقلابي، بهدف ضمان ترسيخ هذا المشروع وتقوية أساساته..

لم تكتفِ الجماعة ولن تكتفي بما حققته ووصلت إليه، ولن تتوقف أبداً عن تقوية جذورها وتدعيم أساسات تسلطها المطلق والقهري، داخل ثنايا المجتمع، وستظل كما هي من قبل، وكما هي اليوم، تنحت بكل قوتها داخل المجتمع، وتمارس بأشرس الطرق والوسائل إخضاعه وتنتزع منه تسليمه المطلق بها ورضاه عنها دون أي بديل محتمل، ولن تتوانى أو تتورَّع هذه الجماعة ما دامت الفرصة متاحة لها، عن أية ممارسات تقويها وتخضع الشعب لها.. خصوصاً مع وجود هذا القدر الكبير من التخاذل والصمت المتساهل من قبل خصومها في الشرعية والتحالف..

فهؤلاء، الذين يفترض أن يكونوا خصوماً بحجم ثقة الشعب فيهم، أشداء على الانقلاب، ووافين بعهودهم تجاه الوطن، وتجاه الشعب، هم لشديد الأسف، أكثر من يتيح لهذا الانقلاب أن يقوي جذوره وأساساته، ويثبت مناهجه ومبررات وجوده القسري..!! لقد أدرك المواطن اليمني اليوم أنه مُنّي بأفدح الهزائم التي مُنّي بها بشر من قبل، ووصل إلى أقصى مستويات ودرجات الشعور بالهزيمة والخسران والقهر، أمام ما يواجهه ويعيشه من استغلال واستعباد وظلم من جهة الانقلاب، ويشهده من خذلان وخيبة أمل من جهة الشرعية والتحالف العربي..!!

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية