وقّعت منظّمة الصحة العالمية اتفاقية بقيمة 3.4 مليون يورو مع حكومة ألمانيا لدعم خدمات الصحة والتغذية المنقذة للحياة في اليمن.
وتأتي هذه المبادرة في وقت حرج حيث تعاني اليمن من حالة طوارئ طويلة الأمد من الدرجة الثالثة وهي أعلى مستوى من استجابة منظّمة الصحة العالمية لحالات الطوارئ الصحية.
وقالت المنظّمة في بيان صحفي إن الاتفاقية تهدف إلى تعزيز إجراءات الاستعداد للطوارئ الصحية والاستجابة لها، واستهداف المخاطر والمواقع ذات الأولوية.
كما ستعزّز آليات المراقبة والاستجابة السريعة، وتوفّر الأدوية الأساسية والإمدادات الطبية، وتدعم الخدمات الصحية الأساسية المنقذة للحياة ونشر الموظّفين المؤهلين والمهرة.
ولمعالجة قضية سوء التغذية الملحّة، تهدف الاتفاقية إلى تحسين الوصول إلى خدمات التغذية المتكاملة وضمان عمل 96 مركزاً للتغذية العلاجية المستهدفة والمخصّصة لعلاج حالات سوء التغذية الحاد لدى الأطفال وتلك المرتبطة بأجنحة الأطفال.
وسيمكّن الدعم التشغيلي مراكز التغذية العلاجية المستهدفة من توفير الرعاية الأساسية للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد مع مضاعفات طبية، وفقاً لما أعلنته منظّمة الصحة العالمية.
ويواجه اليمن تفشّيات متعدّدة ومتوازية لأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات، بما في ذلك فيروس شلل الأطفال المنتشر المشتق من اللقاح من النوع 2، والإسهال المائي الحاد والكوليرا والحصبة والدفتيريا والملاريا وحمّى الضنك. وبين تفشّي الكوليرا في مارس 2024 ونهاية سبتمبر 2024، أبلغ اليمن عن 204 آلاف حالة مشتبه بها و710 حالات وفاة.
ومنذ بداية العام، تم الإبلاغ عن 33 ألف حالة مشتبه بها من الحصبة، مع 280 حالة وفاة مرتبطة بها.
وتفاقم انعدام الأمن الغذائي في اليمن. حيث يكافح ما يقرب من نصف الأسر الآن للحصول على ما يكفي من الغذاء. وتشير نتائج التصنيف المرحلي المتكامل الأخيرة إلى مستويات عالية من سوء التغذية بشكل مثير للقلق.
وبحلول نهاية عام 2024، من المتوقّع أن يعاني أكثر من 223 ألف امرأة حامل ومرضعة وأكثر من 600 ألف طفل من سوء التغذية.
ومن بين هؤلاء الأطفال، من المتوقّع أن يعاني ما يقرب من 120 ألف من سوء التغذية الحاد الشديد، بزيادة قدرها 34% عن العام السابق.
وأفاد بيان المنظّمة بأن الاتفاقية الجديدة ستدعم آليات تنسيق مجموعات الصحة على المستويين الوطني ودون الوطني. كما سيتم تسهيل تنفيذ المشروع من قبل الشركاء، وتوفير الأدوية والإمدادات المنقذة للحياة حسب الحاجة في إطار خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن.
ومنذ عام 2017، قدّمت حكومة ألمانيا 25.4 مليون يورو لمعالجة الأزمة الإنسانية المروّعة في اليمن.
وأكدت منظّمة الصحة العالمية أن مساهمات ألمانيا مكّنتها من تحسين الوصول إلى الخدمات الصحية ذات الأولوية، وتعزيز دعم حزمة الخدمات الدنيا للمرافق الصحية، والاستجابة السريعة للأوبئة، وتعزيز مراقبة الأمراض والاستعداد لها، ومعالجة سوء التغذية الحاد الشديد لدى الأطفال دون سن الخامسة.