عام جديد يطل علينا يحمل في طياته العديد من المعاني على المستوى العام وعلى مستوى كل شخص .
أولها تذكيرك أنك تتقدم في العمر وربما وصلت إلى مرحلة أصبح فيها من الطبيعي مصادفة أنباء آنية ومتأخرة عن مغادرة أصدقاء وأقرباء الحياة في صمت.. فيما يستعجل آخرون الرحيل بالانحياز إلى خيار "الموت أرحم"!
في هذا العام الجديد تتكرر على البال أمنية متبقية تعد الحل الأنسب لكل شيء.. مغادرة هذه البلاد إلى أجل مسمى أو غير مسمى. لا يهم!
عندما يتمكن اليمني من زيارة أي دولة - لغرض العلاج غالباً - فإنه يعود بانطباع وحيد، موحد مفاده "الناس عايشين"! لا يحتاج الناس هنا المزيد من التوضيح لإدراك حقيقة الوضع الذي هم فيه حيث تستمر ممارسات الميليشيا في تضييق خيارات العيش أمامهم وتوسيع الخيارات الاستراتيجية المعصودة بالانتقال من تصعيد إلى تصعيد أوسخ وألعن!
ثمة انطباع صادم لأحد الزائرين للخارج الأجنبي يحسبه متعلقاً بالعلم والتطور بالقول "تصور حتى الطفل هناك يتكلم إنجليزي.. واحنا إلى الآن مش عارفين ننطق كلمة مايونيز"!
في 2025م لن يتغير الحال في قرارات الحوثي وعقليته الكهفية فقد جعل من الموت شعاراً ومعياراً وحيداً لتحقيق مكانة اليمن واليمنيين بين الأمم والشعوب!
وفي 2025م سيواصل إعلام البردقان الزوملة والتغني بما يسميه الصمود الأسطوري وهو يعلم أن الشعب لا يصدق ترهات آلته الصفراء وتصريحات قيادات الميليشيا من فصيلة المؤمنين!
منذ 2015م وحتى 2025م المقبل كان المواطن وسيظل يؤمن بأن حبل الكذب قصير وأنه لا وجود لخرافة ومعجزات الانتصارات في معارك النفس الطويل وأنه لم يبق من خديعة الحديث عن الصمود الذي أذهل العالم سوى محاولة التظاهر بأن اليمنيين مثل القطط بسبعة أرواح!
وفي 2025م سيكون من الصعب على الحوثي التكلم عن إنجازات أيام التغيير الجذري الذي وعد به إلا إذا كان تفاخر قياداته بتغيير اسم شارع، جامع، أو مدرسة واعتبارها أحد منجزات المسيرة البهلوانية.