محلي

جريمة جمعة رجب.. شهادة على نجاح الرئيس صالح في بناء دولة المؤسسات

اليمن اليوم - خاص:

|
12:12 2025/01/04
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

لم يكن الرئيس علي عبدالله صالح رمزًا لنظام فردي أو دولة أسرية ليتم إسقاطه بهتاف واستبعاده من المشهد السياسي بتفجير غادر، فبالقضاء عليه، تغيب الدولة وتتلاشى مؤسساتها، وينهار الكيان السياسي، وتدخل البلاد مرحلة الفوضى والفراغ السياسي.

لم يكن الرئيس علي عبدالله صالح بالصورة التي اجتهد دعاة الفوضى في تصويرها لغوغائية الشارع، الذين تم إيهامهم بأن سقوط النظام وتحقيق التغيير لا يحتاج لأكثر من رحيل صالح. لأن ما حدث بعد جريمة استهدافه ومعه قيادات الدولة في أول جمعة من شهر رجب الحرام، كشف زيف ادعاءاتهم وأثبت عمليًا أن الرئيس صالح قد صنع نظامًا مؤسسيًا لا يرتبط بأشخاص، وأن دولة المؤسسات التي بناها قادرة على العمل وإدارة شؤون البلاد حتى وإن تم استهداف وتغييب قياداتها عن المشهد.

استقبل الانقلابيون جريمة الاستهداف بالتكبير والتهليل والابتهاج، وزف دعاة الضلال البشرى لجموع المغرر بهم في ساحات الفوضى. لكن ما سوقوه وأوهموا به مؤيديهم من انتصارات بعد استهداف الرئيس صالح وإبعاده عن المشهد لم يحدث، والنظام الذي توهموا سقوطه بدا أكثر تماسكًا، ومؤسسات الدولة السياسية والتشريعية والتنفيذية التي تطلعوا لانهيارها وتوقف أنشطتها ظلت تعمل وتقدم خدماتها، ولم تتأثر بغياب رئيس الجمهورية ورؤساء مجلس النواب والشورى والوزراء والكثير من المسؤولين الذين أصيبوا في الحادث الإجرامي.

احتفى المجرمون باستهداف رمز النظام وقيادات الدولة، إلا أن ثبات النظام ومؤسسات الدولة بعد الجريمة التي هزت مشاعر ووجدان اليمنيين، سرعان ما تحول إلى انتصار وشهادة على نجاح الرئيس علي عبدالله صالح في تأسيس نظام سياسي حقيقي، مرجعياته الدستور والقانون، وبناء دولة مؤسسات يمتلكها ويديرها الشعب اليمني.

مراقبون اعتبروا أن ما شهدته اليمن في العام 2011 من تمرد عفوي للشباب يحاكي النموذج الاحتجاجي الذي بدأ في تونس على شكل مطالب اجتماعية، تحول بعد انضمام الإخوان المسلمين والأحزاب المتحالفة معهم إلى تمرد ضد الدولة والنظام السياسي، وانقلاب على النهج الديمقراطي ومبدأ التداول السلمي للسلطة.

وأكدوا أن شخصنة النظام وحصر أهداف التغيير في رحيل الرئيس صالح، كشف عن ضبابية المشهد بعد صالح وافتقار الأحزاب المنادية بإسقاط النظام لأي رؤية سياسية أو مشروع وطني بديل يعبر عن آمال وتطلعات الشعب اليمني.

وأشار المراقبون إلى أن ما شهدته اليمن من أحداث بعد مغادرة الرئيس علي عبدالله صالح للسلطة، أثبت أن شخصنة النظام والمطالبة بإسقاطه لم يكن سوى عنوان لسيناريو يستهدف إسقاط الدولة وتدمير مؤسساتها. مؤكدين أن ما تقوم به جماعة الحوثي الإرهابية يأتي في إطار مؤامرة بدأت بشعار إسقاط النظام، وتعمل اليوم على مصادرة الحقوق والحريات، وتتجه نحو إسقاط قيم ومبادئ الثورة والجمهورية، وإعادة اليمن إلى عهود الاستعباد والاستبداد الكهنوتي.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية