تحولت الضربات التي تنفذها القوات الأمريكية ضد الحوثيين، منذ منتصف شهر مارس الفائت، إلى مناسبة تستغلها المليشيا لإجراء تجاربها الصاروخية الفاشلة وفرصة لصناعة أعداء محليين وتنفيذ حملات اعتقال ضد المواطنين الأبرياء.
وقالت مصادر محلية إن مليشيا الحوثي نفذت، عقب جريمة استهداف سوقا شعبية في حي فروة السكني بصاروخ أرض جو، حملات اعتقال واسعة طالت سكان الحي المستهدف، في محاولة بائسة للتغطية على الجريمة التي خلفت أكثر 12 قتيلا وعشرات الجرحى.
وأوضحت أن المليشيا التي سارعت بنشر عناصرها في المكان الذي تم استهدافه بالتزامن مع الغارات الأمريكية، قامت بتطويق المكان وإزالة الآثار التي خلفها الصاروخ وتفتيش تلفونات سكان الحي والمسعفين واعتقال كل من قاموا بتصوير ما خلفه الصاروخ من دمار.
وأكدت المصادر أن حملة الاعتقال التي بدأت المليشيا تنفيذها ضد سكان الحي عقب الاستهداف مباشرة استمرت لعدة أيام، مشيرة إلى أن المليشيا اعتقلت أكثر من 40 مواطنا بتهمة التصوير والتخابر مع العدوان.
وفيما زعمت مليشيا الحوثي أن المقاتلات الأمريكية هي من قصفت الحي واتجهت لاستثمار الجريمة إعلاميا، أظهرت مقاطع فيديو -تم تداولها عبر وسائط التواصل الاجتماعي- عملية إطلاق لصاروخ من معسكر تتمركز فيه المليشيا في منطقة النهدين وانطلاقه في سماء صنعاء بشكل قوسي وسقوطه في حي فروة بمديرية شعوب.
وفي الوقت الذي أرجع عسكريون جريمة إستهداف حي فروة إلى قيام المليشيا بتفعيل بطاريات صواريخ الدفاع الجوي وإجراء تجارب لإسقاط الطائرات الأمريكية دون اعتبار للنتائج الكارثية في حال الفشل، قال ناشطون حقوقيون إن الجريمة لم تنجم عن خطأ تقني أو فشلا لتجربة تعلم المليشيا مسبقا استحالة نجاحها في اسقاط أي نوع من المقاتلات الأمريكية.
مؤكدين أن عملية إطلاق الصاروخ كانت متعمدة لخلق حالة من الذعر في صفوف المواطنين وإظهار أن الضربات الأمريكية تستهدف كل اليمنيين بهدف كسب التعاطف الشعبي والحصول على الدعم والمساندة.
وعبر الناشطون عن مخاوفهم من النتائج الكارثية لسياسة التضليل التي تنتهجها المليشيا ولامبالاتها بأرواح ودماء اليمنيين الذين حولتهم إلى دروع بشرية لمعاركها وحروبها التي لا تريد لها أن تتوقف، مشيرين إلى أن ما نجم عن صاروخ حوثي واحد من دمار وقتل في حي فروة أكبر مما أحدثته الغارات الأمريكية على مواقع الحوثيين في العاصمة صنعاء.