نددت الرئاسة الفلسطينية بزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى مدينة الخليل بالضفة الغربية، واصفة الأمر بـ"الاقتحام" الذي يشكل تصعيدا خطيرا ويستفز مشاعر المسلمين.وأضافت الرئاسة الفلسطينية على لسان الناطق باسمها نبيل أبو ردينة، في بيان اليوم الأربعاء، أن الزيارة تأتي في سياق الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على المقدسات الإسلامية والمسيحية، سواء في مدينة القدس أو مدينة خليل.
وحذر أبو ردينة من "التداعيات الخطيرة لهذا الاقتحام الذي يقوم به نتنياهو"، مشيرا إلى أن الزيارة تهدف إلى "كسب أصوات اليمين المتطرف الإسرائيلي" وتأتي "ضمن مخططات الاحتلال لتهويد البلدة القديمة في الخليل، بما فيها الحرم الإبراهيمي الشريف".
وتابع: "نحمل حكومة الاحتلال مسؤولية هذا التصعيد الخطير، الذي يهدف لجر المنطقة إلى حرب دينية لا يمكن لأحد تحمل نتائجها وعواقبها".
وأكد أبو ردينة ضرورة تدخل المجتمع الدولي، خاصة منظمة "اليونيسكو"، لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية ضد مدينة الخليل والحرم الإبراهيمي الشريف، واتخاذ ما يلزم من الإجراءات لمنعها، باعتبارها ضمن لائحة التراث العالمي.
من جهته تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم أثناء زيارة هي الأولى من نوعها لمدينة الخليل بالضفة الغربية، بأن المدينة "لن تكون خالية من اليهود" وأنهم سيبقون فيها "إلى الأبد".
وأضاف: "حققنا العدالة التاريخية ورجعنا إلى مدينة الأولياء"، منوها بسعي حكومته إلى "نيل الحقوق على الممتلكات التاريخية اليهودية" في المدينة.
وتابع: "فخور بأن حكومتي كانت أول من وضعت برنامج الحي اليهودي في المدينة وصادقت قبل عام على مخطط لبناء عشرات الوحدات السكنية الجديدة ليهود حبرون حيث تم الدخول إلى بيت المخبيلا الأسبوع الماضي"، مدعيا أن إقامة الحي "لم يأت بظلم لأحد".
وخلال الزيارة، دخل نتنياهو الحرم الإبراهيمي في الخليل في ظل إجراءات عسكرية مشددة، فرضتها قوات الاحتلال في البلدة القديمة بالمدينة لتأمين زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي.
ورافق نتنياهو قادة المستوطنين وأعضاء في الكنيست والرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين، فيما صدحت التكبيرات في كافة أرجاء الخليل القديمة عبر مكبرات الصوت والمساجد، تنديدا بهذا الاقتحام، حسب وكالة "وفا".
وكانت القوات الإسرائيلية أغلقت منذ ساعات الصباح، المحال التجارية في البلدة القديمة بالخليل، وأخلت كافة المدارس فيها، تمهيدا لاقتحام نتنياهو وريفلين الحرم الإبراهيمي، كما منع الجيش الإسرائيلي الطواقم الصحفية من تغطية دخول نتنياهو الحرم الإبراهيمي.
ويقيم في الخليل حاليا نحو 800 مستوطن يهودي مقابل 200 ألف فلسطيني، ومنعت حكومة إسرائيل في وقت سابق من العام الجاري تمديد تفويض بعثة حفظ السلام الأممية في المدينة.