تسعى الولايات المتحدة للحصول على دعم عالمي لمنح الأمم المتحدة صلاحيات أكثر وضوحا لاعتراض السفن في البحر الأحمر المتجهة إلى الموانئ اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون، كجزء من مسعى يهدف لإضعاف الجماعة المدعومة من إيران، وفقا للمبعوث الأميركي الخاص.
كما أنها تدرس إعادة تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية، وهي خطوة من شأنها أن تصعب على المنظمات الإنسانية العمل داخل المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.
وزار تيم ليندركينغ ، المبعوث الأمريكي الخاص لليمن، الأسبوع الماضي جيبوتي حيث تتمركز بعثة الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش في اليمن على الجانب الآخر من البحر الأحمر. ينصب تركيز البعثة الرئيسي على تفتيش السفن بحثا عن أسلحة تدخل موانئ البحر الأحمر التي يسيطر عليها الحوثيون.
جرى إنشاء البعثة في عام 2016، غير انها تتمتع بصلاحيات محدودة لاعتراض السفن كآلية لفرض حظر على الأسلحة، التي فرضها مجلس الأمن الدولي.
وقال ليندركينغ إنه يستكشف كيفية تفعيل مهمة البعثة بشكل أكثر لمنع الحوثيين من الوصول إلى الأسلحة.
كما أعرب ليندركينغ عن قلقه إزاء ما وصفها بالتقارير المقلقة بأن الروس قد يكونون على استعداد للمساعدة في توفير الأسلحة للحوثيين حتى تصبح هجماتهم الصاروخية والطائرات المسيرة على السفن التجارية في البحر الأحمر فعالة بشكل أكبر.
وقال الحوثيون إنهم يصعدون الهجمات لدعم الفلسطينيين في غزة، وإذا كان هناك وقف لإطلاق النار في فلسطين فإن الهجمات ستنتهي.
ويبرز الحوثيون كجزء من محور المقاومة الإيراني، والذين لم يتم إضعافهم بشكل منهجي بنفس الطريقة التي اضعف بها حزب الله وحماس وقوات الرئيس السوري السابق بشار الأسد.
وقال ليندركينغ: "إن بعثة الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش في اليمن غير مجهزة ولم تمنح تكليفا بالقيام بعمليات حظر الأسلحة. نحن نعمل مع الشركاء للنظر في تغيير تفويضها. علينا جميعا سد الثغرات، وهذا يتطلب تفكيرا آخر ونوعا مختلفا من التركيز على مجرد مرافقة السفن ".
وقال إن "كمية المواد التي تمكن الحوثيون من الحصول عليها من إيران أو من السوق المفتوحة تكفيهم لمواصلة الهجمات على السفن بوتيرة عالية".
وتشن المملكة المتحدة والولايات المتحدة هجمات متفرقة على مواقع الحوثيين المتنقلة والثابتة داخل اليمن تحت عملية بوسيدون آرتشر ، وتساعد مهمتان أخريان منفصلتان في القيام بوضع دفاعي أكثر من خلال مرافقة السفن التجارية التي لا تزال تستخدم طريق البحر الأحمر. وتشير التقديرات إلى أن الحوثيين شنوا 320 هجوما منذ نوفمبر 2003 ، وانخفض عدد السفن التجارية إلى النصف في العام الماضي. وأبحرت 136 سفينة حاويات أسبوعيا حول رأس الرجاء الصالح هذا العام، مقارنة ب 40 سفينة قبل بدء هجمات الحوثيين، وفقا لبيانات من شركة Lloyd's List Intelligence، وهي شركة متخصصة بتحليلات الشحن.
وقال ليندركينغ إن الهجمات على مواقع الحوثيين داخل اليمن أجبرت قادة الحوثيين "على الحد من ظهورهم المباشر، إنهم أكثر حرصا على تحركاتهم. لقد غيروا من اتصالاتهم بعد الهجمات على أجهزة الاتصال اللاسلكي الخاصة بحزب الله".
وأضاف أنه منزعج للغاية من التقارير التي تفيد بأن الحوثيين وروسيا ربما يتفاوضون على اتمام صفقة أسلحة.
وقال ليندركينغ: "إذا كانت التقارير صحيحة، فإن نوع التعاون الذي نسمع عنه بين الحوثيين والروس، سيغير قواعد اللعبة. ومن شأن ذلك أن يزيد بشكل كبير من قدرة الحوثيين على ضرب السفن واستهداف بقية السفن في البحر الأحمر بشكل أكبر. لا للتهوين من هذا الأمر، مع أن الحوثيين لا ينجحون في معظم الأوقات، عندما تسقط صواريخهم وطائراتهم المسيرة دون إصابة اهدافها، لولا أنهم يستطيعون إطلاق كميات كبيرة منها. يجري إسقاط الكثير منها. إلا أن هناك احتمال بأن يرفعوا من قدراتهم، الأمر الذي سيكون خطيرا للغاية".