محلي

شتاء قارس بانتظار العصابة الحوثية

اليمن اليوم - خاص:

|
قبل 19 ساعة و 11 دقيقة
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

في ملف الأزمة اليمنية ثمة مؤشرات تلوح في الافق تؤكد أن شتاء قارسا بانتظار العصابة الحوثية سيتكالب عليها من كل الاتجاهات، مع اقتراب وصول الرئيس الأمريكي ترمب إلى البيت الأبيض بداية يناير القادم، بسبب إصرارها على تعطيل جهود السلام الأممية وخارطة الحل السياسي في اليمن، وبلطجتها البحرية، واعتقالها لموظفي السفارة الامريكية والمنظمات الانسانية، وإطالة معاناة اليمنيين لعشر سنوات سوداء.

يوما بعد آخر تحبس العصابة الحوثية أنفاسها وتعد الأيام والدقائق بانتظار عودة البيت الابيض في بداية يناير القادم إلى عهدة رئيس أمريكي سابق تعلم جيدا أنه أكبر عدو للنظام الإيراني واذرعه في المنطقة، وسبق ان وجه له ضربات موجعة دون انتظار موافقة من احد. 

كما صنف الميليشيا الحوثية ضمن أخطر التنظيمات الارهابية ولائحة العقوبات الأمريكية قبل أن يجمد القرار خلفه بايدن ويوفد مبعوثا لدعم الحل السياسي في اليمن.

ثمة غضب محتقن يلوح في الأفق ضد الميليشيا المتعنتة ظهرت بوادره في تصريحات دونالد ترمب عقب فوزه بالانتخابات الرئاسية افصح فيها عن غضبه الشديد من القرصنة الحوثية في البحر الاحمر وتوعّد برد ساحق لكل المنظمات الارهابية.. ما يعني أن ما تتلقاه الميليشيا الحوثية اليوم من ضربات خجولة في أواخر عهد بايدن ليست سوى مقدمات تسخينية لأيام سوداء عليها وسيناريو مرعب.

يتوقع مراقبون أن يفوق قدرتها على الصمود والتخفي والمراوغة هذه المرة.. سيما ان هذه البلطجة البحرية يرفضها حتى خصوم اميركا التقليديون كروسيا والصين، وتكاد تحظى بإجماع دولي نادر الحدوث في الأمم المتحدة لضررها على الملاحة الدولية والتجارة العالمية في أحد اهم الممرات المائية، ما يعني أن قرارات ترامب القادمة لن تواجه أي عقبات داخلية او اممية، وقد لا تجد المليشيا الحوثية من يخلصها من يده الطويلة او يؤازرها كحليفتها الوحيدة إيران بعدما تعرض محورها واذرعها الرئيسية لنكبات مروعة وانهيارات متوالية، ولن يكون الحوثيون اعز لديها من قاسم سليماني واسماعيل هنية وحسن نصرالله وحزب الله ونظام الاسد في سوريا الذين خذلتهم الترسانة الايرانية ووقفت عاجزة عن نصرتهم خوفا من نقمة اميركا بايدن الأكثر تعقلا، فكيف بأميركا ترامب الذي لا يعرف المهادنة؟.

وما يعزز هذا الغضب الامريكي ما تسرب من معلومات عن ضغوطات تمارسها الادارة الحالية على سلطنة عمان لطرد الوفد الحوثي المفاوض من مسقط، باعتباره طرفا معرقلا لجهود السلام الأممية والاميركية الرامية لإنهاء المأساة اليمنية، ووصول المبعوث الأممي لليمن الى قناعة تامة بتعنت الطرف الحوثي والاشارة الى تسببه في عرقلة خارطة الحل التي يشتغل عليها، فضلا عن غضب أمين الأمم المتحدة من عرقلة الميليشيا للجهود الإغاثية واعتقالها لموظفي السفارة الاميركية والمنظمات الدولية العاملة في صنعاء.

وليس ببعيد عن هذه المؤشرات ما رشح مؤخرا من تسريبات تتحدث عن تحركات ديبلوماسية ولقاءات اقليمية ودولية مع قيادات سياسية وعسكرية يمنية لحشد الدعم والمساندة للحكومة المعترف بها، ومايلوح من مؤشرات لعودة خيار الحرب من جديد وحسم المعركة مع المليشيا الحوثية بعدما ثبت للعالم خطأ ايقاف معركة تحرير الحديدة بموجب اتفاق ستوكهولم، واستغلالها للهدنة تلو الهدنة لتعزيز ترسانتها وتحشيد مقاتليها واعادة تمركزها في جبهات عدة، مايعني ان شتاءً قارسا بانتظارها سيتكالب عليها من كل الاتجاهات.

 

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية