مبروك لأبنائنا الطلبة الذين اجتازوا بمجهوداتهم الامتحانات خصوصا العامة منها ومبروك لأهاليهم على نجاح أبنائهم ونغبطهم على التشجيع الذي يقدم لهم ولكن نرجوا أن لا يبالغ الأباء في تقدير إمكانات أبنائهم إلا وفق قدراتهم الحقيقية ولا يرغموهم على أخذ ما لا يتناسب مع تحصيلهم فأحيانا تاتي الأمور بعكس ما نتوقعه في ظل إصرار الأسر على حشر أبنائها في تخصصات لا تتناسب مع قدراتهم.
وبمناسبة ذكر النسب العالية في النجاح والتي حصل عليها البعض دون جهود تذكر وإنما بفضل وإمكانات إبائهم فاننا نؤكد أن المراحل العليا ستكون أمامهم غير صحية ولا مريحة إلا من حصل عليها بجهوده وعرف بداية الخطوات الصحيحة للمعرفة واكتسابها .
واتذكر عندما كنت وكيلة لكلية التربية بجامعة صنعاء أن مثل هذه الضغوط المجتمعية كانت تمارس علينا عند التسجيل والقبول ولكن كانت الكلية تخضع الطلبة للامتحان والمقابلة الشخصية وتختار من تراه يستحق القبول علميا واتذكر انني في إحدى المرات رفضت طالبا حاصلا على نسبة 96% بعد إجراء المقابلة والامتحان وتبين أن إمكاناته العلمية لا تسمح بالقبول وأن النسبة التي حصل عليها ربما كانت من قبيل الصدفة أو المجاملة .
وعندها تعرضت للكثير من الإحراجات ولكني وبدون أن أجرح الطالب وأهله وجهت الطالب لكلية أخرى معتذرة له بان كلية التربية تفضل الدرجات المتوسطة أما الدرجات الممتازة فهي لكليات الطب والهندسة
وبالفعل تم ايفاد الطالب في منحة خارجية وأحسب انه لا زال متوقفا عندها حتى الان ولم يغادرها .
مبروك للمثابرين والمجتهدين ومبروك للعلماء الصغار الذين سيصلون أهدافهم رغم الفوضى الخلاقة !!